مزارعو البطيخ الأحمر يشتكون ضعف الإنتاج وتراجع الجودة
تواجه زراعة البطيخ الأحمر خلال الموسم الحالي صعوبات كثيرة أدت إلى توقف الحصاد في عدد من المناطق المغربية منذ بضعة أسابيع بالإضافة إلى تراجع كبير في الإنتاج مقارنة بالمواسم الماضية، فيما اختفت هذه الفاكهة تقريبا من الأسواق المحلية والتصديرية.
في هذا السياق، نقل موقع “فريش بلازا” المتخصص في الأخبار الفلاحية، عن أحد مالكي شركة لزراعة البطيخ بالمغرب أن منطقة تارودانت على وجه الخصوص تعاني من مشاكل كبيرة في جودة البطيخ، ويرجع ذلك أساسا إلى الإصابة بحشرة “المن”، مشيرا إلى أن هذا الوضع أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج، مما أثر بشكل مباشر على إمكانية المصدرين المغاربية لتلبية حاجيات الأسواق الخارجية.
وأضاف المهني أن جزءا كبيرا من المحصول تضرر في مدن الغرب وكذلك مكناس وبركان، مبرزا أنه لتأمين عقود عملاء وتعويض الخسائر في منطقتي تارودانت ومراكش، قامت شركته بشراء محاصيل البطيخ في منطقة الغرب بما يصل إلى 140 ألف درهم مغربي للهكتار. وذلك بهدف ضمان القدرة على الحفاظ على ولاء العملاء والحفاظ على مكانتهم في السوق على الرغم من الصعوبات الحالية.
وقد زادت هذه العوامل من تعميق مشاكل التي تعرفها زراعة البطيخ بالمغرب، بسبب الاجراءات الحكومية التي خفضت من المساحات المخصصة لهذه الزراعة بالمغرب من 5 آلاف هكتار إلى حوالي ألفي هكتار، وذلك بهدف ترشيد استهلاك الماء نظرا لوضعية الجفاف التي يعرفها المغرب للسنة السادسة على التوالي.
ولمواجهة المشاكل التي أدت إلى انخفاض إنتاج هذه الفاكهة بالمغرب، أكد المزارع، في المقابل، أن شركته قامت بالاستعانة ببعض الخبراء الإطاليين لمواجهة هذه المشاكل، مؤكدا أن هذه المشاورات مكنت شركته من اكتساب تقنيات مبتكرة تعتزم تنفيذها اعتبارًا من الموسم المقبل لتحسين جودة المحاصيل وتقليل الخسائر الناجمة عن الإصابة.
أما بخصوص مشكل الجفاف وما يطرحه من ضرورة ترشيد استهلاك الماء، أوضح ذات المتحدث أن فريق البحث والتطوير يسعى للاستفادة من النجاح الهولندي في التقليل من استهلاك الماء في إنتاج البطيخ بتحقيقهم لاستهلاك قدره 5 لترات لكل كيلوغرام، مؤكدا أنهم يسعون لتطبيق أساليب مماثلة لتحسين استخدام المياه وتحسين إنتاج البطيخ.
وكانت صادرات المغرب من البطيخ قد سجلت تراجعا في العديد من الأسواق الخارجية، حيث أشارت معطيات سابقة إلى أن صادرات المغرب إلى إسبانيا خلال سنة 2023 سجلت تراجعا بنسبة 23.8 بالمائة، في مقابل ارتفاع في صادرات كل من السنغال ومويتانيا اللتان باتا تنافسان المغرب في هذا المجال.
وتعليقا على الموضوع، كان الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا قد أوضح في تصريح سابق أن المغرب سلم المشعل إلى موريتانيا في إنتاج البطيخ بمساعدة فلاحين ومستثمرين مغاربة”، مبرزا أن هذا الوضع الجديد جعل الجارة الجنوبية تصعد إلى المركز الخامس عربيا في إنتاج البطيخ، مع توقعات بمزيد من الارتفاع في إنتاجها من هذه المادة خلال السنوات الأخيرة.