story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مراوغة غير ذكية!

ص ص

فيما كان الجميع ينتظر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تضع استراتيجية تواصلية لإطلاع الرأي العام الوطني على ما يجري في دواليبها على صعيد الإستعداد لتنظيم كأسي إفريقيا والعالم، وأيضا على مستوى المنتخبات الوطنية، جاءت وديتا نهاية هذا الشهر للمنتخب الوطني الأول أمام موريطانيا وأنغولا، لنكتشف أن الجامعة والمدرب وليد الرݣراݣي قد ألغوا الندوة الصحفية التي تُعقد عادة للإعلان عن لائحة اللاعبين المدعوين وتلقي أسئلة الصحفيين.

الدافع إلى هذا الإلغاء يمكن استخراجه من السياق الحالي للمنتخب الوطني، بعد إقصائه غير المنتظر من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، والإنتقادات الكثيرة الموجهة للناخب الوطني، والأسئلة الكثيرة التي يطرحها الشارع المغربي حول التغييرات التي وعد بها الرݣراݣي في خرجته الإعلامية الأخيرة على قناة الرياضية، ورأى هو ومسؤولو الجامعة أن عقد ندوة صحفية في هذه الظروف قد تشعل انتقادات أخرى حول اللائحة الجديدة هم في غنى عنها.

مبدئيا الندوات الصحفية التي تسبق المباريات الدولية هو إجراء ثابت في كل بلدان العالم، وهي حق للجمهور كي يطلع على آخر مستجدات فريقه الوطني، وينقل الأسئلة إلى مدربه عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى أنه (الناخب الوطني) لديه منصب عمومي ممول من أموال دافعي الضرائب، ومفروض عليه ضمن واجبات عمله أن يتواصل مع المواطنين الذي يدفعون له راتبه.

وليد الرݣراݣي ضرب كل هذا عرض الحائط، وقرر “من ديتو لراسو” عدم عقد ندوة صحفية ينتظرها ملايين المغاربة منذ إقصاء المنتخب الوطني من مشاركة مذلة من كأس إفريقيا للأمم، فقط لأنه لا يريد إحراجا بالأسئلة التي ينتظر الجمهور أن يجيب عنها، خصوصا حول دوافع التغييرات التي تم إجراؤها في طاقمه التقني “حسي مسي” ودون الإعلان الرسمي عن ذلك بإبعاد غريب أمزين وتعويضه بعبد العزيز بوحزامة، وأيضا دوره في إقالة عصام الشرعي مدرب منتخب أقل من 23 سنة، ومشكل التنسيق بين المنتخبين الاول والأولمبي، هذا دون الحديث عن المفاجآت المرتقبة في لائحة اللاعبين الجدد المدعوين لوديتي موريطانيا وأنغولا والتي من المنتظر أن تخلف أسئلة أخرى كان من المفروض أن المسؤول الأول عن المنتخب الوطني سيجيب عنها في الندوة الصحفية الملغاة.

هي نوع من قرارات “الݣانة” الكثيرة التي يتم بها تدبير أمور كرة القدم في بلادنا، وفيها الكثير من خصوصيتنا الشهيرة وثقافتنا في التعامل مع الرأي العام من حيث التواصل ومحاولة إقناع الناس، وأيضا لا تخلو من سلوكات التهرب من تحمل المسؤولية، ومراوغة ضغط الشارع، والإعتماد على حيلة “دابا ينساو” من أجل تمرير الفترات الصعبة التي يواجه فيها المسؤول العمومي عندنا سهام الإنتقادات ومطالب تقديم الإستقالة.

إلغاء ندوة صحفية كان من المفروض أن تعقد قبل مبارتين ينتظرهما الجميع، هو احتقار للصحافة، واستصغار لدور وسائل الإعلام، وأيضا إهانة للجمهور الرياضي المغربي الذي من حقه أن يطلع على ما يجري داخل منتخبه الوطني، ومواصلة تهرب وليد الرݣراݣي من الأسئلة الحارقة بهذه الطريقة “المفروشة” ليس حلا، ولن يجدي في شيء سوى في دفع العلاقة بينه وبين المغاربة إلى الاسوأ، وسيبقى الكثيرون ينتظرونه في “الدورة” لمحاسبته على أي خطأ أو هفوة أو سوء اختيار.