story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
صحة |

مراكش أول مدينة إفريقية وعربية تعالج سرطان البروستات بتقنية “الهايفو”

ص ص

حذر أخصائيون مغاربة من أن تشخيص سرطان البروستات في مرحلة متقدمة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بسبب صعوبة العلاج، في حين أن فرص البقاء على قيد الحياة تصل إلى 100 في المائة في حال التشخيص المبكر.

ودعت الندوة العلمية، التي نظمتها الجمعية المغربية لصحة البروستات يوم السبت 3 ماي 2025 بمدينة مراكش، إلى تكثيف جهود التحسيس لدى مختلف شرائح المجتمع، والتوعية بأهمية التشخيص المبكر ودوره الفعّال في الحد من انتشار سرطان البروستات.

وشهدت مدينة مراكش، في هذا السياق، انطلاق علاج سرطان البروستات في المغرب بتقنية “الهايفو” (HIFU)، وهي الموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة، لتكون بذلك مراكش أول مدينة تتوفر على هذا النوع المتقدم من العلاج في القارة الإفريقية والعالم العربي.

واعتبر الأخصائيون في الندوة العلمية أن هذا الحدث يؤكد صدارة المغرب في القطاع الصحي “إذ أصبح مؤهلاً ليكون في مصاف الدول الرائدة، لاسيما في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة ومحاربتها، وعلى رأسها سرطان البروستات”.

في هذا الصدد، قال البروفيسور أحمد المنصوري رئيس الجمعية المغربية لصحة البروستات، إن تقنية “الهايفو” تضمن علاجاً فعالاً وناجعاً بدون مضاعفات لسرطان البروستات، “شريطة الكشف المبكر عنه وعلاجه في مرحلة السرطان الموضعي قبل انتشاره إلى الأعضاء المجاورة للبروستات”.

وشدد على أن المغرب “يمتلك جميع المؤهلات العلمية والتقنية والطبية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، للحد من مضاعفات سرطان البروستات وعلاجه في وقت مبكر من الإصابة”، مشيراً إلى أن البلاد حققت نتائج جيدة في محاربة سرطان الثدي وسرطان الرحم، “بفضل الحملات التحسيسية والتوعوية التي ساهمت في رفع نسبة الكشف المبكر، وهو الأمر الذي يجب أن يتم مع سرطان البروستات”.

وأبرزت الندوة أن التحسيس هو ما يلزم في مواجهة سرطان البروستات، “في الوقت الذي يتوفر فيه المغرب على جميع الإمكانات الطبية والعلمية، بفضل أطباء أكفاء وأستاذة متمرسون وأكاديميون مجتهدون”. إضافة إلى “انتشار الكفاءات التمريضية والتقنية العالية التأهيل، عبر ربوع المملكة واشتغالها في القطاعين الخاص والعام”.

وقد شهدت الندوة، وهي الأولى من نوعها حول صحة البروستات في مراكش، مشاركة نخبة من الأطباء والباحثين من داخل المغرب وخارجه، في حدث شكل منصة مهمة للإعلان عن انطلاق استخدام هذه التقنية الثورية غير الجراحية، التي تعتمد على الموجات فوق الصوتية المركزة لعلاج السرطان.

من جانبها، أكدت البروفيسورة لطيفة بوسكري، الأستاذة بكلية الطب والصيدلة في مراكش، أن سرطان البروستات يحتل المرتبة الثانية بين سرطانات الذكور في المغرب بنسبة 16.1%، مع تسجيل نحو 4935 حالة جديدة سنة 2022 وحدها. ووصفت هذه المعطيات بـ”المقلقة”، داعية إلى تعزيز جهود التوعية، والتشخيص المبكر، وتطوير البنيات التحتية العلاجية المتقدمة.

وأضافت أن تقنية “الهايفو” (HIFU) تشكل “نقلة نوعية في علاج الأورام الموضعية للبروستات”، وذلك بفضل قدرتها على “استهداف الورم بدقة متناهية من دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير، ما يُحافظ على الوظائف الحيوية وجودة حياة المريض”. كما أشارت إلى أهمية “القسطرة” في تدبير بعض الحالات السريرية المصاحبة، خاصةً في مواجهة مضاعفات مثل احتباس البول، ما يجعلها أداة داعمة ضمن منظومة العلاج الشامل.

قسطرة (Catheter): إجراء طبي يُستخدم فيه أنبوب رفيع يُدخل إلى داخل الجسم عبر فتحة طبيعية أو من خلال الجلد، وذلك لأغراض متعددة.

وخلصت الندوة العلمية إلى أن تشخيص سرطان البروستات في مراحله المبكرة، حينما يكون موضعياً داخل غدة البروستات، يتيح علاجاً بسيطاً وفعالاً، مع نسبة بقاء على قيد الحياة تقارب 100%.

أما في حال التشخيص المتأخر، بعد أن يكون الورم قد تجاوز غدة البروستات وانتشر إلى الأعضاء المجاورة، فإن العلاج يصبح معقداً ويرافقه مضاعفات خطيرة، أبرزها ضعف الانتصاب والسلس البولي، كما تتراجع بشكل كبير فرص البقاء على قيد الحياة.

وأكدت الندوة أن تقنية “الهايفو” تُعد حلاً فعالاً لعلاج سرطان البروستات، لكنها مشروطة بالتشخيص المبكر، مشددةً على أن السبيل الوحيد لمحاربة هذا المرض يتمثل في الكشف المبكر، وذلك عبر إجراء تحليل بسيط يُعرف بـ PSA لجميع الرجال ابتداءً من سن 50 عاماً مرة كل عامين على الأقل. وهو تحليل مشمول بالتغطية الصحية الإجبارية عن المرض (AMO).