محمد ضريف: الإسلاميون يعيشون السنوات العجاف وحرب غزة تضعفهم أكثر
قال أستاذ القانون الدستوري المختص في الحركات الإسلامية، محمد ضريف، إن الحركات الإسلامية تعيش حاليا ما سماه “السنوات العجاف”، متوقعا أن ينعكس ذلك عيها سلبيا.
وأوضح ضريف في حوار مع مجلة “لسان المغرب”، أن هذه الحركات وهي تحاول احتواء هذه الآثار، “ستحاول أن تقوم بمبادرات تجعلها مقبولة من الأطراف الأخرى، خاصة عندما نلاحظ أنه وأثناء تقديم “الوثيقة السياسة” من طرف جماعة العدل والإحسان، تم استدعاء وجوه من اليسار، وأنا أعتقد أن هذه الظرفية ينبغي أن تقرأ على أساس أن الوثيقة موجهة للقبول بها من طرف القوى الأخرى من يسار وليبراليين وغيرهم من المعتدلين”.
وشدد ضريف على أن جماعة العدل والإحسان تعيش مرحلة تراجع، “مرتبط بغياب المؤسس، عبد السلام ياسين الذي كان أمة وحده، وهو المؤسس التاريخي والموجه”.
غياب قال ضريف إنه يضاف إلى انعكاس الوضع السلبي الحالي للحركة الإسلامية في العالم، “وبالتالي أعتقد أن الجماعة تريد العودة إلى الساحة بعدما غابت مقارنة بالوقت الذي كانت تسيطر فيه على الفضاء الجامعي، وهكذا أفهم قرار بإصدار هذه الوثيقة السياسية، هي محاولة للعودة”.
وأكد ضريف أن التراجع يشمل حزب العدالة والتنمية أيضا، والذي قال إن شعبيته باتت ضعيفة، “ولا يهم ان نجيب عن سؤال من المسؤول؟ الأساس هو أن العدالة والتنمية أصبحت تدرك أنها قد تستخدم كما حدث في 2011 لتشكيل أغلبية، وعندما تنتهي وظيفتها يتم إقصاؤها”.
وعن احتمال استفادة الحركات الإسلامية المغربية من الحرب الدائرة في غزة، قال ضريف إن هناك ميول دائم لتبني النظريات الجاهزة، “لهذا نسارع إلى القول إن كل حدث يمس الإسلاميين سيؤدي إلى تقويتهم، بينما وبتحليل بسيط يمكننا القيام به مع مجموعة من المواطنين، سنجد أن هناك من يربط عدوان إسرائيل على غزة بما حدث يوم 7 أكتوبر”.
وذهب ضريف إلى أن جزءا من الرأي العام الغربي يؤيد إسرائيل ويتهم حماس بالإرهاب، “وبالتالي لا يمكن أن نتسرع في القول إن هذه الحرب ستقوي الإسلاميين. ورغم أن خطاب إدارة بايدن متذبذب، لكن ذلك يفسر بالظرفية الانتخابية، ولولا ذلك لكانت تصريحاتها أكثر عدوانية”.