محللون: الإبادة والحراكات الغربية صنعت اعتراف الدول الأروبية بفلسطين
بعد إعلان الدول الأوروبية الثلاث عن اعترافها بدولة فلسطين، دولة مستقلة، يرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تعد دليلا على التغير التدريجي في المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، معتبرين إياها اعترافات “ستليها في القادم من الأيام اعترافات من طرف دول أوروبية أخرى” نتيجة لضغط الشعوب المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.
القضية.. إلى “مربع أكبر”
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس سلمان بونعمان، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” اليوم الأربعاء 22 ماي الجاري، إن “إقدام الدول الأوروبية الثلاث على الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة تدل على انتصار نضال الشعب الفلسطيني” معتبرا أن هذا الاعتراف يحمل دلالة رمزية وسياسية كبيرة.
واعتبر المتحدث ذاته “أنه لم يكن من الممكن أن يقع كل هذا الحراك القانوني في المحاكم الدولية ولا الحراك الطلابي والأكاديمي في الجامعات الغربية وهذه الصحوة لدى الشعوب الغربية، إذا لم تتمسك المقاومة الفلسطينية بحقوقها وتناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف الأستاذ الجامعي، “أنه بعد أزيد من 7 أشهر من الإبادة والمعاناة التي تكبدها الشعب الفلسطيني في غزة، تشكل هذه التحركات الأوروبية، دلالة على أن وجود صحوة لدى تيارات ودول أوروبية تجاه القضية الفلسطينية”.
واعتبر أستاذ العلوم السياسة بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، أن “الاحتجاجات التي خاضتها شعوب هذه الدول تضامنا مع غزة كان لها دور كبير في التأثير في النخب السياسية بها”.
وأردف المتحدث ذاته أنه بالرغم من أن هذه التحركات “تظل غير كافية” أمام “القوى الدولية الكبرى التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي”، إلا أنه يرى “في كل هذه الخطوات السياسية والقانونية والاجتماعية دليل على أن القضية الفلسطينية انتقلت إلى “مربع أكبر”.
وأكد أن الأجندة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر تاريخ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فرضت نفسها على العالم “ليتحمل مسؤوليته لإنصاف هذا الشعب الذي يتعرض للإبادة الجماعية من أجل تحصيل حقوقه”.
“الاحتلال” سقوط “الحجب”
ومن جانبه يرى إدريس الكريني أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، (يرى) في خطوة اعتراف هذه الدول الأوروبية الثلاث دلالة على أن “العالم لم يعد مقتنعا بأن إسرائيل جادة فعلا في إرساء حل مستدام والاستجابة للمطالب الفلسطينية فيما يتعلق بإقامة دولة مستقلة”.
وتابع الأستاذ الجامعي في حديث لصحيفة “صوت المغرب” قائلا إن “العدوان الأخير على غزة أظهر للعالم بشكل واضح أن إسرائيل لم تكن يوما جادة تماما في إرساء السلام عبر حل دائم للقضية الفلسطينية”.
وأضاف المتحدث ذاته “أن الإبادة التي تقترفها إسرائيل دون توقف منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم أظهرت للعالم أن إسرائيل ترتكب مجازر خطيرة تحركت بشأنها محكمة العدل الدولية” مشيرا إلى أن “الرفض العالمي للعدوان وتحركات الضمائر الحية في العالم ساهما في اقتناع العالم بوجود شعب مقهور يرزح تحت نير الاحتلال في ظل مؤسسات دولية مشلولة غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة”. وفق تعبيره.
وتحدث أستاذ العلاقات الدولية في هذا الصدد عن منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، وخلص إلى أن ما قامت به هذه البلدان الثلاث يعد مقدمة للاعترافات التي ستليها “من دون شك اعترافات دول أخرى”.
وأعلنت، صباح اليوم ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا والنرويج وإيرلندا، أنها ستعترف بفلسطين دولة مستقلة، قبل نهاية الشهر الجاري، في خطوة أغضبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهي الخطوة التي يعتبرها محللون سياسيون انتقالا بالقضية الفلسطينية إلى مستوى آخر.