محكمة إسبانية تعيد النظر في ملف طعن والد لامين يامال

اتخذت قضية الطعن التي كان ضحيتها منير نصراوي، والد نجم برشلونة لامين يامال، منحًى جديدًا ومفاجئًا، بعدما قررت محكمة التحقيق في مدينة ماتارو استدعاءه كشخص مشتبه فيه، لا كضحية كما كان يُنظر إليه منذ وقوع الحادث في غشت 2024.
ويستعد نصراوي للإدلاء بشهادته يوم 21 يوليوز الجاري أمام محكمة التحقيق رقم 3 بمدينة ماتارو، وذلك في سياق توسع التحقيقات بشأن الشجار الذي اندلع في 14 غشت 2024 بحي روكافوندا بضواحي برشلونة، وانتهى بتعرضه لطعنتين خطيرتين استدعتا نقله إلى المستشفى.
وبدأت القضية التي كانت في البداية تُصنّف كاعتداء مباشر عليه، تأخذ منحى أكثر تعقيدًا، بعدما قبلت محكمة الاستئناف في برشلونة طلب هيئة الدفاع عن أدريا ج. س.، الشاب الذي نفّذ عملية الطعن، بفتح مسار جنائي موازٍ يحمل نصراوي مسؤولية الإيذاء الجسدي في بداية الشجار.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فإن الشجار لم يكن وليد الصدفة، بل تم الترتيب له في موقف للسيارات لحل خلاف نشأ في وقت سابق من اليوم نفسه، بسبب حادث عرضي قام فيه طفل صغير برش الماء على نصراوي من شرفة منزل.
غير أن اللقاء الذي كان يُفترض أن يُنهي الخلاف، تحوّل إلى مواجهة عنيفة بين مجموعتين، حضرها أقارب وأصدقاء من الطرفين.
وأفادت التحقيقات بأن والد لامين يامال هو من بادر بالاعتداء، حيث وجه ضربة قوية لأنف الشاب الذي طعنه لاحقًا، قبل أن يُشهر أحد مرافقيه سكينًا في خضم الفوضى.
وأمام هذا المشهد، قام أدريا – حسب روايته – بنزع السكين وطعن نصراوي “دفاعًا عن نفسه”.
وكان القاضي المشرف على التحقيق، سيرخيو براتس جانِيه، قد اعتبر في بادئ الأمر أن نصراوي تصرّف بدافع الدفاع الشرعي، إلا أن تطورات الملف، لاسيما الشهادات الجديدة التي أقر فيها أحد أصدقائه بأن “الاشتباك الجسدي بدأ بلكمات وجهها نصراوي”، دفعت المحكمة إلى مراجعة الموقف القانوني واستدعائه للمثول كمشتبه به.
ووفق المصدر ذاته، فإن محامي الدفاع شددوا على أن ما جرى يجب أن يُنظر إليه كحادث عنف متبادل، وليس مجرد اعتداء أحادي الجانب.
وبهذا التطور، بات الملف يُقارَب على أنه نزاع جسدي بمسؤولية مشتركة، وليس قضية “ضحية وجانٍ”، كما كان في بداية التحقيق.
وكان نصراوي قد صرح في وقت سابق أنه “شعر بأنه بين الحياة والموت” بعد الحادث، مشيرًا إلى أنه سيحرص مستقبلاً على التحلي بالمزيد من الهدوء في المواقف المتوترة.
ويأتي هذا التطور في وقت يحظى فيه لامين يامال، نجم المنتخب الإسباني وبرشلونة، بمتابعة إعلامية كبيرة عقب تألقه خلال الموسم الكروي 2024/2205، وهو ما زاد من حساسية الملف بالنظر إلى البعد الشخصي والرمزي للاسم المرتبط بالقضية.
ويُرتقب أن تسفر شهادة نصراوي عن معطيات جديدة قد تحدد مآل الملف في المرحلة المقبلة، وسط متابعة إعلامية واسعة لمسار قضائي يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.