“مجلس القضاء” يكشف تفاصيل عزل قاضي
كشف المجلس الأعلى للقضاء تفاصيل عزل قاضي يشغل مهمة نائب وكيل الملك لدى إحدى المحاكم الابتدائية، أثارت قضيته تعاطف عدد من المسؤولين القضائيين والحقوقيين.
وتضمن القرار، الذي اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب” عددا من التهم في حق القاضي المذكور، التي تأكد المجلس الأعلى للقضاء من صحتها، بحسب نص القرار.
وأشار القرار، إلى أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية وضع يده على هذا الملف، بناء على توصله بكتاب من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية التي يشتغل بها بخصوص تصرفات وسلوكيات القاضي المذكور، وأدائه المهني وكذا أسلوب تعامله مع المسؤول القضائي المباشر.
وتضمنت لائحة الاتهام في حق هذا القاضي الإهمال والتأخير المتكرر، وغير المبرر في انجاز المحاضر التي يكلف بها.
واعتبر المجلس، أن الإهمال والتأخيرالمتكرر، وغير المبرر في انجاز المحاضر التي يكلف القاضي بإنجازها يعتبر خطأ جسيما.
ورغم تمسك القاضي بحقيقة حضوره الدائم في الوقت المحدد، فإن وكيل الملك ورئيسة المحكمة أجمعا معا على عدم انضباطه، فضلا عن كون ملفه الإداري يتضمن مجموعة من الكتب والاستفسارات المرتبطة بعدم انضباطه، بل إن وكيل الملك اعتبر في كتاب له أنه أصبح عنصرا سلبيا بتقاعسه شبه الكامل والتام عن القيام بالأشغال والمهام الموكولة إليه وأنه لم يعد يصلح قاضيا، كما اعتمد المجلس الأعلى للسلطة القضائية على شهادة حارس أمن خاص بباب المحكمة، والذي أكد أن المعني بالأمر لا يحضر للعمل يوم الجمعة.
من جهة أخرى، أكد المجلس الأعلى للسلطة القضائية أن القاضي المعني استقبل سيدة بمكتبه كانت ترغب في رفع شكاية في مواجهة والد ابنها، وأن اللقاء بينهما استغرق ما يناهز ساعتين وخمسة عشر دقيقة، وبناء على طلبه أحضر من مقهى مجاور لمقر المحكمة عصير أفوكا وعصير برتقال لجليسته.
ونبه المجلس إلى أن المعنية كانت موضوع شكايتين: الأولى من أجل الخيانة الزوجية والثانية من أجل إعطاء القدوة السيئة للمحضون والفساد، وسبق وضعها رهن الحراسة النظرية.
وبحسب القرار ذاته، فإن وكيل الملك الذي يبدو أنه دخل في شنآن مع هذا القاضي منذ مدة لم يترك واقعة العصير تمر دون تدخل منه، اذ استفسر السيدة عما إذا كان نائبه هو الذي قدم لها عصير البرتقال، فأحنت رأسها للأسفل.
ولم ينف القاضي هذه الواقعة، لكنه أكد أن دافعه للقيام بذلك هو كون تلك السيدة حامل، كما وجه كتابا إلى وكيل الملك يستأذنه بمقتضاه لتناول العصير، وأرفق كتابه بوثائق استخرجها من موقع إلكتروني حول فوائد العصير، وأنه قام بذلك حتى لا يتم استفساره مرة أخرى بشأن تناول العصير.
كما وقف المجلس الأعلى للسلطة القضائية عند تدوينات لهذا القاضي، اعتبرها مخلة بالأخلاقيات القضائية، رغم تشبثه بكونها تدخل في إطار حرية التعبير، ونفيه أن يكون المقصود بها هو وكيل الملك.
واعتبر المجلس الأعلى للسلطة القضائية أن القضاة يتقيدون بواجب التحفظ والأخلاقيات القضائية في ممارسة الحق في حرية التعبير على شبكات التواصل الاجتماعي، مع الحرص على عدم الإساءة لسمعة القضاء والالتزام بدرجة عالية من الحذر عند التعبير عن آرائهم ومواقفهم سواء أفصحوا عن صفتهم القضائية أم لا، وسواء تعلق الأمر بالشأن القضائي أو بحياتهم الخاصة أو بشيء آخر.
