مجزرة “الطحين” في غزة.. تقاطر التفاعلات الدولية المنددة
تقترب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من دخول شهرها السادس، في وقت تشتد فيه المجازر الإسرائيلية والقصف المستعر على القطاع المحاصر، وآخر ذلك مجازر جديدة جنوب القطاع ووسطه، فيما عرف “بمجزرة الطحين” التي روعت العالم.
“مجزر الطحين” طالت تجمعا للفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة “دوار النابلسي”، جنوب مدينة غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ما أدى لاستشهاد 112 شهيدا وإصابة 760.
إدانات عربية
وتفاعلا مع هذه المشاهد “المروعة” التي جابت في مقاطع مصورة العالم، أدانت الخارجية القطرية “هذه المجزرة” مطالبة بتحرك دولي عاجل لإنهاء العدوان على القطاع، مؤكدة ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته وإلزام الاحتلال بالامتثال للقانون الدولي.
ومن جانبها قالت المملكة العربية السعودية في بيان لخارجيتها، إنها تعرب عن إدانة واستنكار شديدين للاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات، مؤكدة رفض المملكة لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة.
وأدانت دولة الإمارات، هي الأخرى، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي، وطالبت بـتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة في غزة.
ووصفت الكويت، الاستهداف الإسرائيلي بأنه جريمة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العُزل، معربة عن إدانته لها.
وبدورها، أدانت مصر الاستهداف الإسرائيلي المذكور، واعتبرته جريمة مشينة وانتهاكا صارخا، مطالبة الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية بوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
كما أدان كل من الأردن والعراق وسلطنة عمان الاستهداف الإسرائيلي ” الوحشي”، وطالبوا المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة.
تقاطر التفاعلات
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين “إننا نسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية حول ما حدث بالضبط”، مقدما تعازيه لذوي الشهداء، مضيفا “نحن على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر من صباح المجزرة وعلمنا أن التحقيق جار، وسنتابعه عن كثب ونضغط للحصول على أجوبة”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن باريس تطلب تحقيقا مستقلا في “مقتل” فلسطينيين خلال توزيع مساعدات في غزة.
وقالت الصين من جانبها، إن غزة تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعية مجلس الأمن الدولي إلى التحرك من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، معربة عن صدمتها إزاء استهداف المدنيين أثناء تلقيهم المساعدات الإنسانية، مؤكدة أنها تدين ذلك بشدة، و”تحث جميع الأطراف المعنية خاصة إسرائيل على وقف القتال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
وتبنت كندا نفس الموقف المندد بالمجزرة إذ جاء ذلك على لسان وزيرة خارجيتها قائلة “ما حدث في غزة كابوس، ويجب ضمان إرسال مساعدات دولية للقطاع وحماية من سيحصلون عليها”.
واعتبرت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي أن “قتل الأشخاص الذين يصطفون للحصول على المساعدات الإنسانية، انتهاك صارخ للقانون الدولي ويتعارض مع التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية”.
ومن جهته ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بالمجزرة، في حسابه على منصة “إكس”، موردا أن “المنطق لا يقبل ما يحدث في غزة حيث يموت العديد من المدنيين من أجل الحصول على الطعام،” مؤكدا أن ذلك يدعو إلى ضرورة وقف إطلاق النار بالقطاع المحاصر.