متضررو زلزال الحوز بين قسوة المناخ “وتقاعس” الحكومة.. معاناة بلا حلول

عاش المغرب منذ الجمعة 9 مارس 2025، تساقطات غزيرة تفاقمت على إثرها معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من آثار زلزال الحوز المدمر الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023، حيث غمرت المياه الخيام التي يقطن بها العديد من المتضررين، كما أنهك البرد القارس أجسادهم في ظل الظروف المناخية القاسية، في وقت كان من المفترض أن يكونوا قد استعادوا حياتهم الطبيعية.
هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه منكوبو الزلزال منذ سنة ونصف يعيد النقاش حول تأخر الحكومة في الوفاء بوعودها بشأن إعادة إعمار المناطق المتضررة، رغم مرور أكثر من 18 شهراً على الكارثة.
في هذا الصدد، اعتبرت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي أن هذه التساقطات كشفت بوضوح “فشل الحكومة في التدبير والتسيير، وتحديداً في ما يخص إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز”.
وقالت التامني، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”: لم تعد الكلمات تكفي لوصف وضع المتضررين من زلزال الحوز، سواء على مستوى انتقاد الحكومة التي لم تتخذ خطوات عملية لتحسينه، أو على مستوى معاناة الضحايا الذين لا يزالون يعيشون في خيام مهترئة بعد مرور 18 شهراً على الزلزال. وتابعت “إن ظروفهم مأساوية”.
وأشارت التامني إلى أن هذا الوضع “غير مقبول”، إذ أن الأسر والأطفال والنساء في جبال الأطلس يعيشون مآسي حقيقية تحت الخيام. وقالت إن معاناتهم مازالت مستمرة في الوقت الذي تم فيه رصد ميزانية لتدبير أزمة الزلزال، وإحداث صناديق دعم، وجمع تبرعات مهمة، مشيرة إلى أن “الواقع مختلف تماماً، والوضع الذي يعيشه السكان هناك لا يمكن تفسيره أو تبريره”.
ولفتت المتحدثة إلى أن المغرب يسير بسرعتين متناقضتين مع الحكومة الحالية. وقالت “نتحدث اليوم عن بناء ملاعب رياضية بمواصفات عالمية، وعن أكبر ملعب في العالم، بينما يعيش ضحايا الزلزال في خيام. لا يوجد توازن في الأولويات”. وتساءلت “كيف يمكن قبول أن نرى ضحايا الزلزال يعيشون في الخيام بعد مرور 18 شهراً؟”
كما نبهت إلى أن التساقطات الأخيرة فضحت أيضاً العديد من “البُنى التحتية المهترئة وغير المهيئة” في العديد من المناطق المهمشة.
واعتبرت فاطمة التامني أن تأخر الحكومة في إعادة متضرري زلزال الحوز إلى منازلهم “يدل على التقاعس، وغياب الإرادة السياسية”، مستنكرة ما صاحب ذلك من اختلالات وفق مراقبين، والتي بينها “خروقات تتعلق بنهب المال العام، واستغلال الضحايا”، عادّة ذلك “قمة العبث والاستهتار بالمسؤولية وبحقوق المواطن وكرامته”.
يذكر أن صحيفة “صوت المغرب” حاولت التواصل مع وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري للإجابة على أسئلة مرتبطة بموضوع إعادة الإعمار في الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز لكننا لم نتلق رداً.
وشددت الثامني على أن “الحكومة فشلت على جميع الأصعدة في معالجة الأزمات”، وأرجعت السبب إلى انشغالها “بمصالح شخصية وصفقات سياسية ومصالح الباطرونا على حساب مصالح المواطنين”.
وأضافت أن ما يحدث اليوم من تقاعس واختلالات يتطلب ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث أن الواقع قد فضح زيف الشعارات التي رفعتها الحكومة.
وبخصوص شعار “الدولة الاجتماعية” الذي ترفعه الأغلبية الحكومية، ترى التامني أن الواقع يظهر عكسه تماماً، إذ لا تزال الحكومة ترفع نفس الشعار دون أن يكون هناك أي مشروع مجتمعي حقيقي يلامس قضايا المواطنين. مشيرة إلى أنه شعار “فضفاض هدفه تضليل المواطنين لا أقل ولا أكثر”.