مباريات غير ودية!
المنتخب الوطني الأول والمنتخب الأولمبي على موعد هذا الشهر مع مباريات ودية استعدادا للمنافسات القادمة، وقد تم إعداد اللوائح الأولية للمنتخبين، ومراسلة أندية اللاعبين من أجل إشعارهم القانوني بأنهم مطلوبون للإلتحاق بمعسكر منتخب البلاد.
طبعا بدأت تتسرب بعض أسماء هؤلاء اللاعبين إلى وسائل الإعلام، فيما عادة يبقى الجزء الأكبر من هذه اللوائح الأولية في حكم المجهول حتى يتم الإعلان عن اللائحة النهائية قبل الموعد المحدد للمباريات بأسبوعين على أكثر تقدير.
مواعيد هذا الشهر بالنسبة للمنتخبين الأول والأولمبي لها طابع يتجاوز المباريات الودية، بحيث ينتظر فيها الجمهور المغربي المتغيرات التي ستطرأ على المنتخبين، خصوصا وأنه أول ظهور لهما بعد نكسة الفريق الوطني في كأس إفريقيا بالكوت ديفوار والجدل الذي أثاره الأداء الباهت لتشكيلة وليد الركراكي، وإعفاء عصام الشرعي والإستعانة بطارق السكيتيوي بالنسبة للمنتخب الأولمبي.
الجمهور المغربي سينتظر أيضا كيف سينسق الناخب الوطني وليد الرݣراݣي مع مدرب الأولمبيين الجديد فيما يتعلق بنوايا كل منهما للإستفادة من الرصيد الكبير من اللاعبين الواعدين في منتخب أقل من 23 سنة المؤهل للأولمبياد، خصوصا وأن هذا الأمر كان سببا مباشرا في إقالة الشرعي، بعدما عارض مخطط تصعيد نصف لاعبيه إلى المنتخب الأول في معسكر هذا الشهر.
موازاة مع ذلك ترتفع أصوات فئات الجمهور مطالِبةً بالمناداة على هذا وذاك من لاعبيها المفضلين الذين ترى أنهم يستحقون فرصتهم في اللعب مع الفريق الوطني، وهي مطالب مشروعة ولا أحد بإمكانه أن ينزع عن الجمهور حقه في إبداء رأيه في فريقه الوطني، ولا أن يحرم أحد أي لاعب تعسفا من استحقاق اللعب في صفوفه.
لكن بالمقابل يجب إثارة الإنتباه لأشياء كثيرة تغيرت في زمننا الحاضر حول كيفية التحاق اللاعبين بالمنتخب الوطني، حيث في السابق كان اللاعب الذي يحمل القميص الوطني يكون قد وصل إلى ذلك بعد مباريات عديدة تصل إلى موسم كامل من المردود التقني المقنع والمستمر، ويفرض نفسه تلقائيا على الناخب الوطني بعدما يتأكد الجميع أنه يستحق ذلك بدون نقاش.
حاليا أصبح أي لاعب بمجرد أن يتألق في مبارتين أو ثلاثة، تجده قد جمع آلافا من المعجبين يبدؤون في الحديث عن أنه القطعة المفقودة في الفريق الوطني وهو الذي سينهي مشكلتنا في المركز الفلاني، وينطلقون في “الحيحة” مطالبين بضرورة استدعائه عاجلا، ووضعه ضمن التشكيلة الرسمية لانه أفضل من كل السابقين والحاليين والقادمين.
منتخبنا الأول والأولمبي مشكلتهما ليست في أسماء اللاعبين حتى نعقد الآمال على هذا اللاعب أو ذاك لكي يغير من واقع الأمر شيئا، بل في التدبير التكتيكي للمباريات، وطرق اللعب غير الفعالة والتي لا تناسب نوعية اللاعبين ولا الأجواء المحيطة بالتباري، وهذا ما يحيلنا على غياب الهوية الكروية في المنتخبات الوطنية التي مدربوها من حيث اختيار طريقة اللعب “كلها وآش رشقات ليه”.
استقدام اللاعبين الذين يطالب بهم الجمهور لن يجدي في شيء، وسيظهرون بشكل باهت مثل سابقيهم، إذا وجدوا نفس التوظيف السيء ونفس طرق اللعب غير المناسبة، ونفس التدبير السيء للمباريات.