ماء العينين: غياب السلطة الفعلية للأحزاب يحد من قدرتها على صنع القرار
قالت آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن المشكلة الأساسية التي تواجه السياسيين في المغرب تكمن في “غياب السلطة الحقيقية بيد الأحزاب، بالرغم من وجود دستور يضمن توزيع السلطة”، مبرزة أن هذا الأمر “يؤدي إلى ضعف تأثيرها في اتخاذ القرارات”.
وأوضحت ماء العينين في مداخلتها خلال فعاليات الجامعة السنوية، المنظمة من طرف حزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت 09 نونبر 2024، تحت عنوان “السياسة أولا”، أن “السياسة وانطلاقا من مفهومها الذي يعني قيادة وتوجيه المجتمع، لا بد لها من امتلاك الصلاحيات والوسائل التي تمكنها من ممارسة هذه السلطة وتنزيل رؤيتها ومشاريعها”.
وأضافت المسؤولة الحزبية أن “التوسع المفرط في الأدوار التي تلعبها بعض المؤسسات تحد من استقلالية باقي المؤسسات السياسية، ما يؤدي بحسبها إلى تعطيل دور الأحزاب السياسية، ويشكل عائقًا أمام استقلاليتها”.
وفي غضون ذلك، دعت البرلمانية السابقة إلى “ضرورة إعادة توزيع السلطة بين الفاعلين السياسيين والإداريين بطريقة تضمن الشفافية والمساءلة”، مردفة أن غياب هذه الفعالية والتوازن، يؤدي إلى تعثر عملية صنع القرار ويضعف المؤسسات التي يفترض بها تمثيل مصالح المواطنين.
وتابعت المتحدثة ذاتها أن “الديمقراطية لا تقوم فقط على الانتخابات أو الوجود الرمزي للمؤسسات، بل على قدرتها في اتخاذ القرارات التي تلبي حاجات المجتمع”. مشددة على أنه “من المهم إعادة النظر في توزيع السلطة لكي لا تظل مقتصرة على جهة معينة”.
وفي هذا الجانب، أكدت ماء العينين أن التحدي الأكبر في المغرب اليوم “هو تجاوز الصراعات الداخلية بين الأحزاب السياسية والتركيز على المصلحة الوطنية”، داعية الأحزاب إلى التوقف عن التنافس على المكاسب الشخصية أو الحزبية الضيقة، والسعي في المقابل لتقديم سياسات تخدم مصلحة الوطن.
ومن جانب آخر، أشارت آمنة ماء العينين إلى أن المشهد السياسي الحالي بالمغرب في حاجة إلى استعادة النظرية السياسية كركيزة لممارسة العمل السياسي، موضحة أن السياسي وإلى جانب العمل وتنزيل برامجه، لا بد له أن يتواصل ويشرح للجميع تصوره ومنظوره.
وخلصت عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى أن “الساحة السياسية اليوم باتت تهيمن عليها فئة من التكنوقراط وأصحاب المال والنفوذ، في حين أن من كانوا يدافعون عن الفكر السياسي والتنظير، سواء من داخل الأحزاب أو خارجها، أصبحوا مهمشين ومنبوذين في الوقت الحالي”، مما أثر على حد قولها على التوازن السياسي وأدى إلى غياب الفكر السياسي الرصين.