ماء العينين: العدالة والتنمية يحتاج إلى الاستثمار في وعي شبابي واع ومتجدد
قالت آمنة ماء العينين، الفاعلة السياسية وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن حزب “المصباح” يراهن بشكل كبير على فئة الشباب، وعلى دورهم في التنظير وخلق النقاش والتعبئة حول الإصلاح، مشددة على أن “التعبئة من أجل الإصلاح هي أهم من الإصلاح ذاته”.
وأشارت ماء العينين خلال مداخلتها بالملتقى الوطني الثامن عشر لشبيبة العدالة والتنمية المنعقد بمدينة بوزنيقة، إلى أن الديمقراطية لا يمكنها أن تتحقق إلا حينما تنضج شروطها على مستوى الوعي، مبرزة أن “الانخراط في آليات الديمقراطيات المستوردة من الدول الغربية لا يكفي لوحده من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية، بل يجب أن يرافقه وعي سياسي ناتج عن التنظير وخلق النقاش”.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن تشكيل الوعي لدى مكونات الحزب، هو الذي من شأنه خلق أفراد مؤمنين بالدفاع عن القضايا الأساسية للحزب والتشبث بها باستمرار، رغم كل الرياح التي قد تعصف بالحزب، مثل خسارته في انتخابات الثامن من شتنبر.
وفي هذا السياق، ذكرت ماء العينين وعي الشباب في فلسطين بأهمية المقاومة والدفاع عن أرضهم، بعيدا عن كل الوسائل التي يمكن أن تخلق وعيا ماديا لديهم، قائلة إن هذا هو الوعي الذي يحتاج إليه الحزب في الوقت الحالي.
وفي حديثها عن أولويات المرحلة بالنسبة للحزب، قالت ماء العينين إن “تحديد الأولويات يحتاج أولا وقبل كل شيء إلى إنتاج قراءة لخصوصيات هذه المرحلة، حيث يجب تشخيص ما نحن عليه الآن على المستوى الداخلي والخارجي للبلاد”.
وطرحت إمكانية صنع الحزب لديمقراطية جديدة، خارج النموذج الليبرالي الذي أضحى متعارفا عليه على المستوى العالمي، والذي يبدو أنه فقد أهم القيم التي جاء بها في البداية كالحرية والعدالة. مشددة على أن الحزب لطالما سعى إلى خلق نظام وسط بين النظام الإسلامي والنظام الديمقراطي، يهدف أساسا إلى تدبير السلطة بشكل تشاركي قائم على احترام القوانين والدستور.
ودافعت ماء العينين عن حق الحزب في السعي إلى تدبير موقعه السياسي داخل النظام، مؤكدة أن التفاوض على موقع الأحزاب في النسق السياسي شرط ضروري لأخذ الحق في السلطة وتنزيل المشاريع السياسية.
وذكرت بأن حزب العدالة والتنمية منكب الآن على مراجعة نفسه، من خلال محاولة إعادة النظر في أطروحته وعرضه السياسي، مشيرة في ذات الوقت إلى أن هناك محاولة لتجديد النظرية السياسية للحزب.
