“لوموند”: التطبيع بين المغرب وإسرائيل “انهار”
على الرغم من صمت المسؤولين في الرباط، لا زالت تداعيات حمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لخريطة المغرب مبتورة مستمرة، وسط تزايد التحليلات، في واقعة أحيت النقاش حول وضعية التطبيع بين المغرب وإسرائيل، الذي انطلقت سنة 2020، ودخل مرحلة جمود منذ اندلاع أحداث “طوفان الأقصى” في 7 من أكتوبر الماضي، مؤكدة “انهياره”.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إنه على الرغم من أن استفزاز نتنياهو للمغاربة بالخريطة “قد يكون غير مقصود”، إلا أنه يأتي في وقت يشير فيه مراقبو العلاقات الثنائية إلى “انهيار” التطبيع بين المغرب وإسرائيل، بعدما تزايدت الإشارات الدالة على ذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتضيف الصحيفة، في إثباتها لفكرة “انهيار التطبيع” بين المغرب وإسرائيل، أن الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين وصلت إلى “طريق مسدود”، وتوقفت الاجتماعات الحكومية، ولا تزال الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين معلقة.
في المقابل، تشير “لوموند” إلا أن التبادلات الاقتصادية لا زالت مستمرة بين المغرب وإسرائيل، لكن هذه المرة “من دون دعاية”، إلى جانب التعاون العسكري، الذي يشكل قلب التقارب بين الرباط وتل أبيب.
ومنذ الخمس الماضي، تتواصل المحاولات الإسرائيلية، لتبرير حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخريطة المغرب مبتورة، خلال حوار صحافي له مع قناة فرنسية مساء الخميس 30 ماي 2024.
فبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، خرج مكتب نتنياهو للتبرير الجمعة 31 ماي 2024، وقال في تدوينة على موقع “إكس” إنه “للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عرضت في مقابلة رئيس الوزراء مع قناة TF1”.
وأضاف أن “الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته، بما فيها الخريطة التي عرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك”.
المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية لوسائل الإعلام العربية، كان قد وصف ما وقع بـ”الخطأ التقني غير المقصود”، مقدما اعتذاره للمغاربة ملكا وحكومة وشعبا.
ونقلت صحيفة “لوموند” كذلك تصرحات عن آشر فريدمان، المدير الإسرائيلي لمعهد اتفاقات أبراهام للسلام، وهو الهيئة المسؤولة عن تقييم التقدم في معاهدات التطبيع بين الطرفين، يقول فيها إن “نتنياهو أدرك على الفور أن الخريطة خاطئة وأنها لا تتوافق مع الخرائط الرسمية التي تستخدمها الحكومة الإسرائيلية”.
غير أن اعتذارات الإسرائيليين لم تطفئ غضب المغاربة، حيث خرجت العشرات من المظاهرات يومي الجمعة والسبت في العشرات من المدن المغربية، مجددة مطلب قطع العلاقات مع إسرائيل ومعبرة عن إدانة الاستفزاز الذي جاء على يد نتنياهو.