لمواجهة النفوذ الصيني.. خبير: المغرب جزء مهم من رؤية ترامب كحليف قوي في إفريقيا
يرى الخبير في العلاقات الدولية خالد الشيات إنه لا بد من أن يكون لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تأثير على العلاقات الأمريكية المغربية.
ويوضح الشيات، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن المغرب يمثل جزءا كبيرا من الرؤية الأمريكية بقيادة الجمهوري دونالد ترامب، الذي “يرغب في أن يكون حاضرا بقوة في إفريقيا، وأن يكون له حلفاء مضمونون وأقوياء في القارة، وذلك لمواجهة التوجه الروسي العسكري والتوجه الصيني المالي والاقتصادي في إفريقيا”.
وشدد أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة أنا الرئيس الأمريكي الجديد “يسعى إلى إيجاد موقع متقدم في إفريقيا ولا سيما في المغرب، الذي تربطه أيضا علاقات ثلاثية مع واشنطن وتل أبيب”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت خلال السنوات الأربع الماضية هذا الزخم الذي أراد ترامب تحقيقه في علاقاته مع المغرب “عندما تركت المجال مفتوحا لدول أخرى، وخاصة فرنسا التي استبقت الانتخابات الأمريكية وسارعت للاعتراف بالحكم الذاتي كحل نهائي في إطار السيادة المغربية، وربما أيضًا فتح قنصلية في الصحراء”.
ويلفت المتحدث ذاته إلى أن دونالد ترامب قد يجد الأمر مناسبا لأنه كان السبّاق إلى هذه الخطوة “ليقوم بخطوات قد تؤدي من جديد إلى عودة الزخم الكبير الذي سيجد المغرب من خلاله متنفسا كبيرا لحل هذه الأزمة نهائيا في عهد الرئيس الأمريكي الجديد، متوقعاً “الوصول إلى مستوى متقدم من الاستقرار في المنطقة، مما يساهم في نمو القدرات الأمريكية عسكريا واستراتيجيا واقتصاديا لمحاصرة النفوذ الصيني في إفريقيا”.
يذكر أن الملك محمد السادس هنأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بمناسبة انتخابه مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في برقية الملك “يطيب لي، بمناسبة انتخابكم مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أن أبعث إليكم بأحر تهانئي، مقرونة بأصدق متمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية، وفي جهودكم لخدمة الشعب الأمريكي”.
وأضاف جلالة الملك “إن فوزكم الباهر بهذه الانتخابات ليعد اعترافا جميلا لما تتحلون به من روح وطنية عالية، وتزكية لالتزامكم الثابت بالدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، صديقتنا وحليفتنا العريقة”.
وأبرز الملك أن المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية قد تمكنتا من إقامة تحالف تاريخي وشراكة استراتيجية لم تزدهما الأيام إلا رسوخا، مشيرا إلى أن “ما نتقاسمه من قيم ومن مصالح مشتركة في مجالات واسعة، مكننا من العمل سويا وبشكل دؤوب من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبينا، والنهوض بعلاقاتنا وتعزيز دورها في دعم السلام والأمن والرخاء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وخارجها”.
وأكد الملك في هذه البرقية “وإنني لأستحضر فترة ولايتكم السابقة التي بلغت علاقاتنا خلالها مستويات غير مسبوقة تميزت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل ترابها في الصحراء. فهذا الموقف التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتنا لكم به، يمثل حدثا هاما ولحظة حاسمة، ويعكس بحق مدى عمق روابطنا المتميزة والعريقة، ويعد بآفاق أرحب لشراكتنا الاستراتيجية التي ما فتئ نطاقها يزداد اتساعا “.
ومما جاء في برقية الملك أيضا “وسيرا على نهجنا الدؤوب في التصدي لمختلف التحديات الإقليمية والعالمية الشائكة، سيظل المغرب صديقا وحليفا مخلصا للولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يسعدني أن أعرب لكم عن تطلعي إلى مواصلة العمل سويا معكم من أجل النهوض بمصالحنا المشتركة وتعزيز تحالفنا المتفرد في مختلف مجالات التعاون”.