لتدارك الزمن الدراسي.. وزارة التعليم تخفف من الدروس وتقلص الامتحانات
بعد نزيف في ساعات ضائعة من الزمن المدرسي للتلاميذ المغاربة دام ثلاثة أشهر، أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وثيقة مرجعية في شأن تكييف البرامج الدراسية، في محاولة منها لاستدراك ذلك الزمن المهدور وهو الأمر الذي انتقده بعض الآباء والأمهات.
ووفقا لهذه الوثيقة المرجعية “فقد تطلبت الإضرابات تحديد خطة وطنية لتأمين الزمن المدرسي والتنظيم التربوي للتعلمات بما يضمن إحقاق مبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ، بمختلف الأسلاك، وتأهيلهم لتحضير واجتياز مختلف الاستحقاقات التقويمية المحلية والجهوية والوطنية والدولية”.
وتقوم أساسا أهم هذه الإجراءات في الاستدراك، على تخفيف بعض الوحدات الدراسية التي قالت الوزارة إنها “متقاربة من حيث المحتوى، إضافة إلى الاعتماد على امتحان واحد خلال هذه الدورة الأولى، إلى جانب إجراءات أخرى مشابهة، تحاول من خلالها الوزارة تدارك الوضع، بعد أن أعلنت في وقت سابق عن تمديد السنة الدراسية في أسبوع.
انتقادات من الأولياء
وتعليقا على مضامين هذه الوثيقة المرجعية، يرى رئيس الرابطة الوطنية لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ أحمد فوناس أن الآباء وبالرغم من هذه الاستراتيجية التي أعلنتها وزارة بنموسى، ما يزالون متخوفين بشأن “التعلمات الضائعة لفلذات أكبادهم”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه الإجراءات حسب المختصين تشوبها “اعتلالات” كثيرة عبرت عنها الرابطة في مراسلة للوزارة، معتبرا أن أهم هذه الاعتلالات تتمثل في “تبني امتحان واحد والاعتماد على نقطة واحدة خلال هذه الدورة”.
وأوضح أحمد فوناس، أن الإشكال المتعلق بهذا الإجراء “هو أن امتحانا واحدا لا يعكس في حقيقة الأمر المستوى الحقيقي للتلميذ”، وأضاف أن “المتعارف عليه دائما أن التلاميذ لا يحرزون نقاطا عالية في الامتحانات الأولى، بينما يتداركون هذا التعثر في الامتحانات الثانية”.
وأشار إلى أن نفسية التلاميذ والتلميذات قد “تضررت بشكل كبير خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وبالتالي فإن قابليتهم في التعلم أضحت ضعيفة أساسا”.
وبناء على ذلك، قال أحمد فوناس إن رابطة آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ترى في “حذف هذا الامتحان الوحيد حلا أمثل”، وقال في هذا الصدد إن: “الرابطة تطالب بالاستغناء عن الامتحان بشكل نهائي وعدم احتساب نقطة الدورة الأولى”.
وقال المتحدث ذاته، إن الأباء والأمهات “يتخوفون من طرق الدعم الذي سيحظى به أبناؤهم خاصة إذا كان خارج أوقات التمدرس” مشيرا إلى أنه خارج هذه الأوقات “لا يغطيها التأمين”.