story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

لبنان يطالب اليونسكو بحماية مواقعه التاريخية من الغارات الإسرائيلية

ص ص

في ضوء غارات إسرائيلية كثيفة تطال جنوب لبنان وشرقه، ناشد أكثر من مئة نائب الخميس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة حماية المواقع التاريخية، في نداء يسبق اجتماعا طارئا تعقده المنظمة في باريس بشأن تراث لبنان.

ويضمّ لبنان ستة مواقع مدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، بما فيها آثار رومانية في مدينتي بعلبك وصور، اللتين تتعرضان منذ أسابيع لغارات اسرائيلية كثيفة ألحقت اضرارا جسيمة بمحيط المواقع التاريخية.

وأورد النواب الممثلون لغالبية الكتل في البرلمان اللبناني في رسالة موجهة إلى المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي، “نناشدكم ونلفت انتباھكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، لا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطرا كبيرا نتيجة تصاعد الفظائع”.

ودعوا أزولاي إلى “إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية ھذه المواقع التاريخية، من خلال تعبئة سلطة اليونسكو، وتأمين الانتباه الدولي، والدعوة لاتخاذ التدابير الحمائية كافة”.

وجاءت الرسالة قبل ساعات من إعلان اليونسكو عزمها عقد اجتماع طارئ الشهر الحالي في مقرها في باريس، ينظر في أمر 34 موقعا ثقافيا.

وقالت المنظمة لوكالة فرانس برس “بناء على طلب السلطات اللبنانية، تعقد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر جلسة طارئة للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح”.

ونبّهت المنظمة الى أن “تصعيد الأعمال العدائية الجارية في لبنان يشكل مخاطر جدية تهدد بإلحاق أضرار لا يمكن ترميمها بالتراث الثقافي والطبيعي العالمي للبنان، فضلا عن المواقع ذات الأهمية الثقافية والتاريخية”.

وشدّدت على أنّ الضربات “في محيط مواقع التراث العالمي قد تتسبب بأضرار بسبب هشاشة بعض المعالم”.

وجاء إعلان اليونسكو غداة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، ما أسفر عن استشهاد 40 شخصا على الأقل، غالبيتهم في المدينة.

وطالت إحدى الغارات، وفق مسؤولين محليين في المدينة، موقف سيارات خارج حرم قلعة بعلبك، وأسفرت عن دمار مبنى يعرف بالمنشية يعود تاريخ بنائه الى حقبة الانتداب الفرنسي للبنان.

وألحق عصف الغارة أضرارا بفندق بالميرا العريق المشرف على القلعة التاريخية، إحدى أبرز الوجهات السياحية في لبنان.

وأفاد محافظ المنطقة بشير خضر عبر منصة إكس بأن الغارة كانت “الأقرب على قلعة بعلبك” منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على المنطقة.

وتتعرض معاقل حزب الله قرب ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه لحملة من الغارات الجوية تشنها إسرائيل منذ 23 شتنبر 2024، قبل أن تبدأ في نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري عند الحدود.

“لا تُقدّر بثمن”

في مدينة صور جنوبا، استهدفت غارات إسرائيلية مواقع قريبة من آثار رومانية قديمة، مدرجة على قائمة اليونسكو.

وكانت المنظمة أعلنت الشهر الماضي إنها “تتابع عن كثب تأثير الصراع المستمر على موقع التراث العالمي في صور” باستخدام أدوات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية.

وأفادت الخميس بأنها تقدم دعما للمديرية العامة للآثار في لبنان من أجل حماية التراث الثقافي المنقول.

ويشمل ذلك جرد القطع الأثرية في صور وصيدا وبعلبك ونقلها وتخزينها بشكل مناسب في مواقع تعد “أكثر أمانا” في لبنان.

وحذّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت قبل أيام، من الخطر الذي تشكّله الحرب على مواقع أثرية ولا سيما في مدينتي بعلبك وصور.

وكتبت على منصة إكس “تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطرا شديدا قد يؤدي إلى تدميرها”.

وخلال اجتماع مع سفراء الدول الخمس الكبرى في بيروت الإثنين، حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أنّ “الهجمات على مدن مثل بعلبك وصور أدت إلى تهديد مواقع تراثية وثقافية لا تقدر بثمن”.

ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار لوقف العنف العبثي وحماية التراث الثقافي لبلادنا” مطالبا “مجلس الأمن باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية هذه الكنوز التاريخية التي لا تشكل جزءا من هويتنا الوطنية فحسب، بل إنها تحمل أيضا أهمية باعتبارها معالم تاريخية عالمية”.

“مشهد مريع”

في بعلبك الملقبة “مدينة الشمس”، يبكي مسؤولون محليون وسكان حال مدينتهم التي نزح سكانها منها وهجرها عشرات الآلاف من السياح الذين اعتادوا زيارتها والاستمتاع بعظمة معابدها الرومانية الضخمة.

ويبدي رئيس البلدية مصطفى الشل في تصريح لفرانس برس أسفه “لدمار المنشية التي لم يبق منها إلا حجارة من جدرانها” وللأضرار التي لحقت “بفندق بالميرا التاريخي الذي أقامت فيه شخصيات سياسية وفنية” على مر العقود.

ويوضح “ننتظر مهندسين من منظمة اليونسكو والمديرية العامة للآثار للكشف على الأضرار”.

ولم يتوقع السكان ضربات قريبة من القلعة.

ويقول سهيل رعد، أحد سكان المدينة لفرانس برس، “آخر ما فكرنا فيه أن تُستهدف المنطقة لأننا كنّا نعتقد أنّ لها حرمتها وحصانتها كما أنّها الأكثر أمانا”.

ويتابع “لكنّنا فوجئنا باستهدافها بعد ظهر الأربعاء، ما أحدث دمارا هائلا”.

بكلمات مقتضبة، يصف محمّد شرف وهو متخصص في الفنون وعلم الآثار، الوضع بالقول “نحن أمام مشهد مريع بالفعل، وخصوصا أن الضربات طالت المنطقة الأثرية التي كنّا نخشى عليها”.