story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لا “كان” في الصيف!

ص ص

حتى وأن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم نفى بشكل قاطع من خلال بيان نشره أمس الأخبار التي تحدثت عن تأجيل الهيأة الكروية القارية لنهائيات كأس إفريقيا للأمم المقرر أن يحتضنها المغرب سنة 2025، إلى مطلع سنة 2026، فإن ذلك لا ينفي ضمنيا أن هناك قرارا جاهزا بهذا الخصوص قد تم التوصل إليه قبل أسابيع من طرف “الكاف” و”الفيفا” والمغرب، ولا ينتظر سوى اجتماعا شكليا للمكتب التنفيذي من أجل الإعلان الرسمي عن فحواه.

قبل حوالي ثلاثة أسابيع تسربت أخبار من أعلى هيأة كروية في إفريقيا تتحدث عن استحالة تنظيم كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025 في فصل الصيف، بالنظر لامتلاء الرزنامة الدولية بتنظيم الفيفا لأول نسخة من كأس العالم للأندية في شهر يونيو بمشاركة 32 ناديا من صفوة الفرق التي تحوز أكبر نجوم كرة القدم في القارات الخمس، الذين يشتكون أصلا من كثرة المباريات طيلة الموسم، وليس من المنطقي أن يعود الأفارقة منهم من مونديال الأندية ويذهبوا رأسا مع منتخباتهم للمشاركة في “الكان” دون الإستفادة من أي يوم من عطلتهم السنوية.

فوزي لقجع عندما صرح قبل أكثر من سنة، أن نسخة كأس إفريقيا للأمم 2025 سينظمها المغرب خلال فصل الصيف، كان العارفون بسطوة الفيفا على الإتحادات القارية يدركون أن تصريحات إبن بركان هي مجرد أضغاث أحلام وليس بمقدوره أن يقرر شيئا لا يخدم أجندة “إمبراطورية” إنفانتينو ويقوض خططها لإحكام قبضتها على “همزة” العائدات الفلكية من المنافسات التي تنظمها وفق تواريخ مدروسة بدهاء كبير.

وما دام تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 صيفا، عمليا لم يعد ممكنا، فالذي ننتظره هو متى ستُلعب الدورة، هل في شهر دجنبر من نفس السنة، أم في بداية سنة 2026 على غرار الدورات السابقة .. أما الصيف ف”غير نسى عليك” لأنه محجوز أيضا للفيفا التي ستنظم فيه مونديالا عملاقا بين ثلاثة بلدان وبمشاركة 48 منتخبا، وهي في الأصل أخذت توجها منذ مدة طويلة بمنع الإتحادات القارية من تنظيم مسابقاتها للمنتخبات خلال السنة التي تشهد تنظيم المونديال، لكي لا يزاحمها أحد في استفرادها بعقود الإعلانات وعائدات النقل التلفزي.

وعلى العموم فكأس إفريقيا صيفا على المستوى الإقتصادي بالنسبة للمغرب يعني فقط قليلا من ارتفاع أرقام السياحة وبعض الرواج في قطاع الخدمات ليس إلا، ولا يمكن أن نتصور أننا “غنطفروه” بعائدات مالية ضخمة إذا ما نظمناه في شهري يونيو ويوليوز، لذلك فتنظيمه في أي فترة من السنة “فحال فحال”، فنفس التسويق الخارجي لصورة المغرب، ونفس خدمة أجندات الدبلوماسية الناعمة على مستوى إفريقيا، يمكن أن تتحقق صيفا أو شتاء أو في باقي الفصول، أما مساهمة الطقس في تطوير المستوى الكروي ل”الكان” فتبقى مسألة نسبية، طالما أن كرة القدم في القارة السمراء تقنيا عودَتنا على “الهبال” ولا تستقر على حال.