story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

كريمي: لابد من التفكير من جديد في إحياء الاتحاد المغاربي

ص ص

يرى أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء والمعهد العالي للإعلام والاتصال علي كريمي، أنه من الضروري للمنطقة المغربية أن تعيد التفكير من جديد في إحياء الاتحاد المغاربي، وذلك أمام التهديدات المحدقة بالمنطقة.

وتوصل كريمي إلى هذه الخلاصة بعد أن سرد مسار الاتحاد المغاربي، متوقفا عند فكرة النشوء الأولى وعند أبرز محطات التعثر وذلك خلال مداخلة له أثناء أشغال الجامعة الشتوية لمركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والتي خصصت للحديث عن “المشروع المغاربي.. الواقع والافاق”.

الاتحاد المغاربي.. سياق النشوء الأول

عاد الأستاذ على كريمي في مداخلته خلال اللقاء المنظم في الأسام القليلة الماضية، إلى الجذور الأولى لظهور فكرة الوحدة المغاربية والتي انبثق عنها فيما بعد اتحاد المغرب العربي.

وقال إنها جاءت بعد نشوء جامعة الدول العربية التي كانت ذات طابع قومي محض، هذه الجامعة التي سرعان ما ظهرت بداخلها خلافات تترجم الخلاف داخل النظام الإقليمي العربي نفسه بين الهاشميين وبين مصر والسعودية.

هذه النقطة حسب علي كريمي كانت تعني بداية ظهور سياسة المحاور، التي أدت بالنخبة السياسية والفكرية المغاربية إلى التفكير في محور آخر مقابل ذلك، وبالتالي تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة في سنة 1947، وبناء على هذا يرى كريمي أن هناك ترابطا وتلازما ما بين المشروع الوحدوي العربي والمشروع الوحدوي المغاربي.

وانتقل الأستاذ الجامعي، إلى لحظة أخرى لاحقة من مراحل انبثاق فكرة الاتحاد المغاربي، وقال إنها “لحظة التغيرات الراديكالية في المنطقة” إذ ظهرت سياسة محورية جديدة أنتجت ما وصفها ب”الحرب الباردة العربية” التي انطلقت منذ نشوء الجمهورية العربية المتحدة التي جمعت مصر وسوريا.

هذا السياق يقول كريمي أعاد فكرة الوحدة المغاربية بقوة إلى الواجهة، خاصة لما بدأت الدعوات إلى عقد مؤتمر لذلك، وهكذا نضجت فكرة مشروع الاتحاد المغاربي.

تاريخ من التعثر

وحسب الدكتور علي كريمي فإن هذه الفكرة ستعترضها عدة معيقات خلال هذه اللحظة، بسبب الحرب الباردة العربية بين مصر المتحكمة في النظام الإقليمي العربي وبين باقي الأنظمة الأخرى.

وبرر ذلك بكون أن المحور الراديكالي العربي كان يسعى وقتها إلى اجتثاث العروق في المنطقة، متحدثا في هذا الصدد عن اجتثاث العرش الملكي العراقي،ومحاولة الإطاحة بالملكية الأردنية وغيرها من الصراعات.

وهكذا ساهمت الحرب الباردة التي بشكل ما، حسب المتحدث ذاته إلى تعثر هذا المشروع، وتفاقم التعثر في لحظة تحولها إلى حرب ساخنة في جبهات مختلفة أبرزها حرب الرمال بين الجزائر والمغرب.

وهي المرحلة التي شهدت جمودا كبيرا وهي المرحلة أيضا التي ستنتقل فيها فكرة الوحدة العربية من يد السياسيين إلى يد التكنوقراطيين، وذلك يعني التحول إلى من ضرورة التكامل السياسي إلى ضرورة التكامل الاقتصادي.

وفي هذا الإطار مجددا تعود فكرة المشروع المغاربي حاملة بعدا اقتصاديا هذه المرة والتي ستنطلق منذ سنة 1964 عبر سلسلة من اللقاءات بين وزراء الخارجية والاقتصاد المنتمين إلى الدول المغاربية.

ولكن هذا التحرك لن يستمر طويلا، إذ سيشهد جمودا مرة أخرى خاصة مع حرب الصحراء، وبعد هذه المرحلة قال الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية إن “الأزمات الاقتصادية ظلت تدفع هذه الدول المغاربية إلى الاتحاد” وهي نفس الأزمات التي قادت سنة 1989 إلى إعلان الاتحاد المغاربي.

الحاجة إلى انبثاق جديد للاتحاد

ويرى المتحدث ذاته أنه ومنذ توقف هذا المشروع سنة 1994، ماتزال الحاجة إلى الاتحاد المغاربي قائمة وتزداد حدة مبررا هذه الفكرة بالقول إن “هناك تهديدات كثيرة تتهدد المنطقة ليس فقط ما هو أمني بل أيضا ما هو إثني وعرقي وديني ما سيؤدي إلى تقسيم ما هو مقسم”.

وتساءل علي كريمي في هذا السياق حتى عن”آفاق الدولة القطرية الوطنية” وساق في هذا الصدد مثالا عن “الانفصالات” التي “من الممكن أن تحدث” مستحضرا نموذج “موريتانيا التي تواجه مشكل العرق وفي كل من الجزائر والمغرب التي تواجه إشكاليات تتعلق باللغة الأمازيغية”.

وهي الإشكالات التي يرى أن هناك قوى خارجية يمكن أن تدفع في اتجاه إذكائها” حسب كريمي، وقال إن كل ذلك يمكن أن يكون بمثابة “سايكس بيكو” جديدة على المستوى المغاربي وبالتالي فإنه “لابد من التفكير من جديد في الاتجاه نحو الوحدة والتنازل عن الأنانية في المنطقة”.