story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

كرة القدم النسوية.. تاريخ النضال من أجل إثبات الوجود

ص ص

ساد الاعتقاد طويلا أن الإناث دخلن إلى رياضة كرة القدم بشكل متأخر كممارسات، بعد عقود طويلة من التفرج على الرجال وهم يمارسون هذه الرياضة الشعبية، لكن فوجود النساء فوق أرضية الملاعب بدأ في الحقيقة بعد الفترة التي ظهرت فيها اللعبة عند الرجال بقليل، حيث أشارت بعض التقارير إلى أنهن لعبن في عام 1790، أما أول مباراة فكانت تحت إشراف الاتحاد الأسكتلندي لكرة القدم عام 1892 في غلاسكو.

أما في إنجلترا فتعود أول مباراة نسائية موثقة إلى عام 1895، والمفارقة أن لعب الإناث لكرة القدم كان يقابل بالرفض من الإتحاد البريطاني بمبرر حرص الإتحاد على “رجولة” هذه اللعبة الشعبية!

اكتسبت كرة القدم النسائية شعبية كبيرة أثناء الحرب العالمية الأولى عندما ساهمت المصانع في دعم اللعبة كما فعلت مع الكرة الرجالية قبل ذلك ب 50 سنة، وكانت أنجح الفرق في ذلك الحين فريق سيدات “ديك وكير” من مدينة بريستون الإنجليزية، حيث تشكل الفريق من العاملات في مصنع مملوك من قبل الاسكتلنديين ويليام ديك وجون كير بعد أن تغلّبن على فريق الرجال العاملين في المصنع ذاته، وساهمت اللاعبات في جمع التبرعات للعديد من القضايا المهمة أثناء الحرب ولعبن مباريات دولية ضد فريق من باريس وشكلن أغلبية المنتخب الإنجليزي النسائي الذي سحق نظيره الاسكتلندي بنتيجة ب22 هدف لصفر.

وعلى الرغم من أنها كانت أكثر شعبية من بعض مباريات الكرة الرجالية (بلغ حضور أحد المباريات 53 ألف)، إلا أنها تلقت ضربة موجعة عندما منع الإتحاد البريطاني إقامة المباريات على ملاعبه عام 1921، وتم تفسير هذا المنع بالحرص على اللعبة بسبب أعداد الجماهير الهائلة التي كانت تجذبها مباريات الإناث، مما أدى إلى إنشاء اتحاد سيدات إنجلترا لكرة القدم وانتقلت الفرق النسوية بعدها لتلعب مبارياتها على ملاعب رياضة الريݣبي.

ورغم أن المنع ساهم في إبطاء تطور مستوى اللاعبات، إلا أن شعبيتها استمرت بالنمو حتى بعد المنع. حيث تم إنشاء الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم النسائية عام 1969 نتيجة زيادة الاهتمام بعد مونديال 1966 ورفع الحظر عام 1971.

وفي سبعينيات القرن الماضي، أصبحت إيطاليا أول دولة تطبق نظام الاحتراف لكرة القدم النسائية وإن كان جزئياً، أما أول دولة تطبقه بشكل كامل فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية، ثم اليابان التي وضعت بصمتها في تاريخ كرة القدم النسائية حينما أقامت أول دوري للمحترفات عام 1992.

في أوربا، وعلى الرغم من أن سيدات “ديك وكير” لعبن ضد منتخبات من دول أخر في بطولة إنجلترا عام 1937، إلا أن أول بطولة رسمية كانت هي كأس أوربا عام 1984 والتي فازت بها السويد، والتي عادت لتصل مرة أخرى إلى النهائي عام 1987، لكن النرويج تغلبت عليها، ومنذ ذلك الوقت هيمنت ألمانيا على البطولة الأوربية لتفوز بستة ألقاب من أصل سبعة.

أما تنظيم كأس العالم للسيدات فكان فكرة اقترحها الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، البرازيلي جواو هافلانج، وتم تطبيقها سنة 1991 باحتضان الصين لأول دورة بمشاركة 12 منتخبا وفازت بها الولايات المتحدة الأمريكية، ونظمت السويد دورة 1995 وفاز بها منتخب النرويج على حساب ألمانيا بعد مباراة نهائية عرفت انتصار النرويجيات بهدفين لصفر.

أقيمت بطولتا سنتي 1999 و2003 في الولايات المتحدة الأمريكية وشهدت المباراة النهائية للبطولة الأولى حضور جمهور قياسي بلغ عدده 90 ألف مشجع، وفازت الولايات المتحدة في ذلك النهائي بضربات الترجيح على منتخب الصين، أما البطولة الثانية فقد فازت بها ألمانيا بعد انتصارها في النهائي على السويد بهدفين لواحد.

وعادت الصين لتستضيف دورة 2007، التي حملت فيها لاعبات منتخب ألمانيا اللقب للمرة الثانية على التوالي بعد انتصارهن على منتخب البرازيل بهدفين لصفر، ونالت ألمانيا بعد ذلك شرف تنظيم دورة المونديال لعام 2011، والتي عرفت فوز منتخب اليابان باللقب عقب إطاحته بمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية بضربات الترجيح في مباراة النهاية.

أما دورة 2015 فقد استضافتها كندا وفازت بها سيدات منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتصارهن على منتخب اليابان في ختام الدورة بخمسة أهداف لاثنين، كما استضافت فرنسا دورة 2019 وأضافت فيها الولايات المتحدة الأمريكية لقبها الثاني على التوالي بعد انتصار منتخبها على هولندا بهدفين لصفر، فيما كانت آخر دورة للمونديال النسائي السنة الماضية واحتضنته نيوزيلاندا وأستراليا وشارك فيه المنتخب الوطني المغربي لأول مرة، وحقق فيها إنجازا تاريخيا بتأهله إلى الدور الثاني، فيما عاد اللقب لسيدات منتخب إسبانيا بعد انتصارهن الصعب بهدف لصفر على المنتخب الإنجليزي.

وكانت الفيفا قد بدأت في تنظيم كأس العالم للفتيات أقل من 20 سنة كل عامين، وذلك انطلاقا من سنة 2002 في الدورة التي احتضنتها كندا، وعرفت هذه الكأس تنظيمها عشر مرات سيطر على ألقابها منتخبي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا بثلاثة كؤوس فيما فاز منتخب كوريا الشمالية بلقبين، ومنتخبات إسبانيا واليابان بلقب واحد