“كان” السيدات.. لبؤات الأطلس في مواجهة حاسمة أمام الكونغو

يواجه المنتخب الوطني المغربي النسوي الأول لكرة القدم، مساء الأربعاء 9 يوليوز 2025، منتخب الكونغو الديمقراطية في مباراة مصيرية ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، التي تحتضنها المملكة المغربية، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط.
وتأتي هذه المباراة في ظل ظروف حساسة لكل طرف، إذ سيسعى المنتخب الوطني المغربي لتعويض تعادله في المباراة الأولى أمام زامبيا (2-2)، وهي نتيجة لم تحقق الطموحات الكبيرة لجماهير لبؤات الأطلس التي تأمل في بداية قوية على أرضها وبين جمهورها.
وفي المقابل، يطمح منتخب الكونغو الديمقراطية إلى التكفير عن خطئه بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها أمام السنغال برباعية نظيفة، في مباراته الأولى، وهو ما يجعل المواجهة مصيرية لكل فريق من أجل تعزيز فرصه في التأهل إلى الدور المقبل.
ويخوض المنتخب المغربي هذا اللقاء بعد أن أظهر أداءً متقلبًا في مباراته الافتتاحية، حيث عانى من بعض الأخطاء التكتيكية التي اعتبرها مدرب الفريق خورخي فيلدا “طبيعية ومتوقعة في كرة القدم”، لكنه شدد بالمقابل، على أن الهدف الرئيس هو التعلم من هذه الأخطاء وعدم تكرارها.
ولعب المنتخب الوطني المباراة الأولى بشكل جيد من حيث الاستحواذ والسيطرة على الكرة، بحيث بلغت نسبة استحواذ الفريق على الكرة 68.7%، مع تسجيل 358 تمريرة ناجحة مقابل 126 فقط لزامبيا.
وعلى المستوى الفردي، برزت بعض لاعبات المنتخب الوطني المغربي بشكل كبير، على غرار العميدة غزلان الشباك التي أحرزت هدف التعادل الثاني بطريقة رائعة، كما سجلت في مباراة زامبيا الرقم الأفضل من حيث اللمسات بواقع 86 لمسة.
وفي المقابل، يعاني منتخب الكونغو الديمقراطية من سلسلة هزائم متتالية في النهائيات، إذ لم يحقق أي فوز منذ عام 2012.
وأظهرت المباراة الأولى ضعفًا دفاعيًا كبيرًا وتراجعًا في التنظيم للاعبات منتخب الكونغو، الذي لم يحقق أي فوز في مباراته الثانية ضمن مرحلة المجموعات في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس أمم أفريقيا، بحيث خسر في جميع المناسبات التي خاض فيها هذا اللقاء: 6-0 أمام نيجيريا سنة 1998، 3-2 أمام مالي سسنة 2006، و6-0 أمام غينيا الاستوائية سنة 2012.
تحضيرات لبؤات الأطلس
وأكد مدرب المنتخب الوطني المغربي خورخي فيلدا في ندوة صحافية عقدها يوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، أن الفريق عمل بشكل مكثف على تصحيح الأخطاء الفنية والذهنية التي ظهرت في المباراة الأولى، مع التركيز على الجوانب النفسية لتعزيز الثقة والتركيز الذهني.
وأشار إلى أن المنتخب أصبح أكثر استقرارًا وقوة، وأن النقطة التي حققها في الجولة الأولى منحت الفريق دفعة معنوية كبيرة.
كما وصف فيلدا المنافس الكونغولي بأنه فريق قوي وطموح يسعى لتعويض خسارته السابقة، مؤكداً أن المباراة ستكون صعبة للغاية وتحتاج إلى أعلى درجات التركيز.
وأوضح المتحدث أن الاستراتيجية القائمة تعتمد على استغلال نقاط قوة لبؤات الأطلس في التنظيم الدفاعي والهجومي، مع العمل على تقليل فرص المنافس والاستفادة من الفرص التي سيمنحها لهم اللعب على أرضهم وبين جماهيرهم.
وفي هذا الصدد، لعب الدعم الجماهيري دورًا محوريًا في تحفيز اللاعبات، بحيث أعرب المدرب فيلدا عن سعادته الكبيرة بالحضور الجماهيري الكثيف في المباراة السابقة، ودعا المغاربة لمواصلة تشجيع الفريق بقوة في مواجهة الكونغو الديمقراطية، مؤكداً أن صوت الجمهور هو الدافع الرئيسي لتحقيق الانتصارات وتحفيز اللاعبات على تقديم أفضل ما لديهن.
يذكر أن المنتخبين المغربي والكونغولي التقيا سابقًا في نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1998، في مباراة انتهت بالتعادل السلبي 0-0، وكانت تلك المباراة حاسمة في تحديد المتأهلين من دور المجموعات آنذاك.