“كان 2025” ينطلق من الرباط برسالة وحدة إفريقية وعرض يحتفي بهوية القارة
جاء حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا “توتال إنيرجيز 2025”، الذي يحتضنه المغرب بصفته البلد المضيف، ليقدّم عرضا فنيا وبصريا ضخما احتفى بالوحدة الإفريقية، مستحضرا غنى الهوية الثقافية للقارة، وجاعلا من كرة القدم خيطا ناظما يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وارتكز الحفل الإفتتاحي مساء اليوم الأحد 21 دجنبر 2025 على رؤية إبداعية تمزج بين التراث المغربي العريق والتقنيات الحديثة، في عرض إيقاعي وحركي جسّد تنوع القارة الإفريقية، وانسجم مع شعار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “We Are Different”، باعتباره احتفاء بالاختلاف كونه مصدر قوة ووحدة.
“مملكة الضياء”… من الإرث إلى المستقبل
انطلق الحفل بمشهد عدّ تنازلي بالأبيض والأسود، قاد إلى تقديم شخصية “سراج الضياء”، رمز الحكمة والإرث والذاكرة، وهو يجوب ربوع المغرب حاملا فانوسا مضيئا، في رحلة رمزية بين المدن الست المستضيفة للبطولة.
وشكّلت أشعة الفانوس مضلعات سداسية متوهجة ربطت بين الصحراء والسواحل والجبال والسهول، قبل أن تتحول إلى كرة مضيئة أعلنت لحظة انطلاق الحفل داخل الملعب.
ويحمل هذا الانتقال، بحسب مخرجي العرض ، دلالة العبور من الذاكرة إلى الحركة، ومن الإرث إلى المستقبل، في تعبير رمزي عن جاهزية أفريقيا للمنافسة والاحتفال.
“سراج الضياء” و“نجم”… ثنائية الأجيال
تمحور العرض حول شخصيتين رئيسيتين: “سراج الضياء”، الذي يجسد الحكمة والتقاليد المغربية، و“نجم”، رمز الشباب والطموح والطاقة المتجددة، وفي لحظة محورية من الحفل، سلّم “سراج الضياء” الفانوس إلى “نجم”، في إشارة إلى انتقال المشعل بين الأجيال، وحمل الشباب لأحلام القارة وآمالها.
وشهدت ذروة المشهد الافتتاحي عودة الشخصيتين إلى المنصة رفقة لاعبين شابين من منتخبي مباراة الافتتاح، في لوحة رمزية وحّدت كرة القدم بين الماضي والحاضر والمستقبل.
رحلة عبر جغرافيا المغرب وألوانه
قاد “نجم” الجمهور في رحلة بصرية عبر أربعة عوالم مغربية: الصحراء، جبال الأطلس، المدن العتيقة، وسواحل الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط،وتغيرت الإضاءة والمؤثرات البصرية تبعا لكل عالم، حيث تلألأت الصحراء باللون الذهبي، وارتفعت جبال الأطلس بإيقاعات أمازيغية، بينما نبضت المدن بالأزرق، وانسابت السواحل بالأخضر الفيروزي.
وتحوّلت أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله إلى خريطة حيّة، امتزجت فيها الرقصات والتصاميم والمؤثرات، ليغدو الفانوس وعاء رمزيا لهوية المغرب بتعدّد روافدها.
العلم المغربي وشعار الوحدة الإفريقية
واختُتمت الرحلة بعودة “نجم” إلى المنصة، حيث انفجرت ألوان العلم المغربي، الأحمر والأخضر، في أرجاء الملعب، وتشكّلت خريطة رقمية للمملكة مضاءة بالكامل، قبل أن ينتقل العرض إلى مشهد “We Are Different”، الذي استحضر الوحدة الإفريقية عبر اثني عشر “حارسا للضياء” يمثلون روح الجيل الجديد في القارة.
تقنيات حديثة وأزياء جامعة
تحول الملعب إلى مسرح غامر، استلهم تصميمه من الزليج المغربي وشعار البطولة، مع توظيف أكثر من 170 لوحة LED، وأساور مضيئة للجمهور تعمل بتقنية RFID، إلى جانب مؤثرات ضوئية وألعاب نارية ،حسب “دليل الإعلام” الخاص بحفل افتتاح كأس أمم إفريقيا.
أما الأزياء، التي ارتداها أكثر من 250 مشاركا، فاستحضرت تنوع القارة الإفريقية دون التركيز على بلد بعينه، في تأكيد على وحدة أفريقيا بتعدّد ألوانها وثقافاتها، وجسّد زي شخصية “نجم” هذا التمازج، بما حمله من تطريز ذهبي ومؤثرات ضوئية تعكس شعار البطولة وروحها.