كاتب إسرائيلي: لا نية لدى المغرب لإلغاء التطبيع
نبيل حانة
قال المؤلف والكاتب الصحفي الإنجليزي الإسرائيلي ”نيفل تيلر”، إن المغرب ليست لديه أية نوايا لإلغاء اتفاقية تطبيعه مع إسرائيل، لافتا إلى أن العلاقة الدبلوماسية بين البلدين لاتزال مستقرة رغم كل التحديات التي تفرضها الأزمة الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وورد مقال رأي ”تيلر” على صحيفة ”جوروزاليم بوست” بعنوان: ”اتفاقيات التطبيع ستستمر حتى بعد نهاية حرب غزة” كرد على حملات إلغاء التطبيع المستمرة، خصوصا تلك التي تدعو إليها المحامية الأمريكية ”سارة ليا ويتسن”، رئيسة منظمة ”الديموقراطية للعالم العربي الآن” (داون)، والتي تؤكد من خلال دراساتها على أن معاناة الشعب الفلسطيني ازدادت سوءً منذ توقيع عدد من الدول العربية على معاهدات التطبيع مع إسرائيل.
على النقيض من ذلك، يرفض ”تيلر” فكرة إلغاء التطبيع بسبب العدوان المستمر على القطاع المُحاصر جملة وتفصيلا، حيث يزعم أنه لم يكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أي تأثير على مفاوضات اتفاقيات التطبيع و”لا توجد هناك أي علاقة بينهما”، وقد كان الهدف من هذه الاتفاقيات، حسب رأيه، هو التعاون الإيجابي في مجالات الأمن والاقتصاد وتعزيز قنوات المساعدات والتنمية المشتركة.
وأشار ”تيلر” إلى أن كل زعماء الدول العربية المطبّعة أكدوا خلال مشاورات الاتفاقية على عدم تأثير بنودها على موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك ملاحظة مختصرة حول هذا الأمر ضمن الوثيقة المبرمة مع المغرب والتي تذكّر ”بالموقف الثابت للمملكة المغربية إزاء القضية الفلسطينية”.
كما أوضح الكاتب أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تُبد أي من الدول الأربع الموقعة على اتفاقيات التطبيع أي رغبة في إلغاء هذه الاتفاقيات وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وبخصوص موقف المغرب من حرب غزة، فيرى الكاتب الصحفي الإسرائيلي أن التصريحات الأخيرة التي أصدرها قائد حماس، خالد مشعل، كانت بمثابة هدف قاتل سجله ضد نفسه، حيث خاطب، يوم 19 نوفمبر عبر مقطع للفيديو، المغاربة ودعاهم إلى النزول للشارع للتنديد بالتطبيع، وقطع العلاقة مع إسرائيل وطرد سفيرها خارج البلاد، وقد صرح قائلا بأن “المغرب قادر على تصحيح خطئه”.
واستحضر ‘تيلر” ما أسفر عنه خطاب مشعل، آنذاك، حيث اندلعت حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي المغربية تدين هذه التصريحات باعتبارها تدخّلا في الشأن الداخلي للبلاد وانتهاكًا لسيادة المملكة.
وأشار الكاتب إلى واقع خروج الآلاف المواطنين المغاربة للتظاهر تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في غزة موضّحا بأنّ من ”الحقائق الغريبة في الحياة المغربية”، على حد تعبيره، ”تكمن في أن جميع هذه المظاهرات تُنظم تحت مباركة الدولة”.
وأوضح أن الحكومة المغربية تتولى جميع الترتيبات اللوجستية والأمنية للمتظاهرين خلال نهاية كل أسبوع، كما تنادي، بنفسها هي الأخرى، إلى وقف التصعيد، ووصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وحماية المدنيين الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي.
من ناحية أخرى، أكد ”تيلر” أن المغرب ليس لديه أي نية للانسحاب من اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وقد تجلّى ذلك بوضوح ”عندما قام وفد من المغرب… بعرقلة اقتراح بقطع العلاقات مع إسرائيل، في القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض يوم 11 نونبر الماضي”.
كما ادعى ”نيفل تيلر” أنه في ظل هذه الظروف الصعبة والمتقلبة تبدو اتفاقيات التطبيع، التي تشمل المغرب، على أنها في صورة جيدة وقد تلعب دورا مهما في فترة ما بعد الحرب، وذلك من خلال مساهمة هذه الدول في عمليات إعمار وإعادة بناء غزة.