story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

قوة قتالية تتحرك بين الأرض والماء.. ماهي المدرعة التي بدأ المغرب في إنتاجها؟

ص ص

عرف المغرب يوم الثلاثاء 23 شتنبر 2025 حدثًا بارزًا على المستوى العسكري، تمثل في تدشين وحدة صناعية جديدة مخصصة لإنتاج العربة المدرعة بعجلات “WhAP 8×8”، التابعة لشركة “تاتا للأنظمة المتقدمة – المغرب”، الحاصلة على براءة اختراع من مجموعة “تاتا” الهندية، وهو مشروع يعكس تعاونا صناعيا وعسكريا بين المغرب والهند.

ومن شأن هذا المشروع أن يفتح الباب أمام المملكة المغربية لولوج عالم الصناعات الدفاعية، وهو الأمر الذي سيسهم في تحقيق السيادة الصناعية للمغرب في المجال العسكري، بالنظر للمميزات التي تتميز بها هذه العربة المدرعة، خاصة في ما يتعلق بقدرتها على التحرك بسرعة وكفاءة في مختلف التضاريس، فضلاً عن الحماية المتقدمة التي توفرها لطاقمها.

وحسب الورقة التقنية للمدرعة على الموقع الرسمي للشركة المصنعة، تتميز هذه المقاتلة البرمائية بالكامل، بقدرتها على عبور المسطحات المائية بسهولة، مما يمنحها ميزة تكتيكية فريدة على ساحات العمليات البرية والمائية على حد سواء.

وتعتبر العربة المدرعة “WhAP 8×8″، والمعروفة أيضًا باسم “Kestrel”، أول مركبة قتال مشاة برمائية بعجلات من تصميم هندي، تم تطويرها بالتعاون بين منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) وشركة تاتا للأنظمة المتقدمة (TASL).

وتتوفر هذه المركبة على منصة قتالية حديثة ومرنة، تلبي متطلبات ساحة المعركة المعاصرة، سواء على الأرض أو في العمليات البرمائية.

وبخصوص أبرز استخداماتها، يوضح موقع “Army Recognition” المتخصص في الأنظمة العسكرية أن المدرعة تتميز بتصميم معياري يسمح بتكييف المنصة الأساسية لأداء مجموعة متنوعة من المهام، من ناقلة جنود مدرعة إلى دبابة خفيفة قادرة على حمل صواريخ “جافلين” مضادة للدبابات، بالإضافة إلى مركبة استطلاع، وكذا مركبة إسعاف.

وحسب ذات المصدر، يمكن التصميم الداخلي للمركبة من حمل طاقم تشغيل (2 أفراد) بالإضافة إلى فرقة مكونة من 10 جنود، مع وزن إجمالي للمركبة يتراوح بين 22.5 طن و26 طن حسب مستوى التدريع أو المهام.

كما يمكن للمركبة أن تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 100 كم/س على الطرق و10 كم/س في الوضع البرمائي، حيث تم تهيئتها بمحرك محلي قوي بقدرة 600 حصان ونظام دفع سفلي، وهو ما يضمن للمركبة الاستجابة السريعة خاصة في ظروف التضاريس المختلفة.

وتصل مستويات الحماية بهذه المدرعة إلى المستوى الرابع وفق معيار “STANAG 4569″، كما تتوفر على حماية ضد الألغام تصل إلى المستوى 3، بالإضافة إلى مقاعد مصممة لتقليل أثر موجة الانفجار على أجساد الجنود، مع إمكانية زيادة أو تقليل التدريع بسرعة حسب طبيعة المهمة.

“STANAG 4569” هو معيار دولي وضعه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتحديد مستويات الحماية للمركبات العسكرية ضد التهديدات المختلفة، بما يشمل: الرصاص، الشظايا، الألغام، والعبوات الناسفة (IEDs)، كل مستوى من هذا المعيار يحدد قوة الحماية التي توفرها المركبة ضد تهديد محدد.

وبخصوص ترسانتها الهجومية، فإن العربة مزودة بأنظمة أسلحة متنوعة تشمل برجًا مزودًا بمدفع رشاش آلي عيار 30 ملم، قاذفات صواريخ مضادة للدبابا، ومدفع رشاش متحد المحور عيار 7.62 ملم، بالإضافة إلى محطات أسلحة يمكن التحكم فيها عن بعد (RCWS).

كما تضم العربة أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي، GPS، اتصالات معيارية، وكاميرا بانورامية بزاوية 360 درجة لتعزيز الوعي الظرفي للطاقم.

وتُعد هذه الوحدة الصناعية خطوة نوعية لتعزيز صناعة الدفاع المغربية، وخلق فرص عمل، ونقل التكنولوجيا المتقدمة إلى القطاع المحلي.

ومن المقرر أن يكون المصنع مركزًا لتصدير العربة المدرعة إلى دول أفريقية أخرى، مما يعزز مكانة المغرب في مجال الصناعات الدفاعية ويعكس التزامه بتطوير قدراته العسكرية بشكل مستدام.

وفي السياق أكد وزير الدفاع بجمهورية الهند راجناث سينغ، أن مصنع “تاتا أدفنسد سيستمز المغرب” (TASM)، الذي تم تدشينه، الثلاثاء 23 شتنبر 2025 بمدينة برشيد، يفتح فصلا جديدا في الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمغرب.

وأعرب سينغ، خلال حفل التدشين الذي حضره، على الخصوص، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ووزير الصناعة والتجارة رياض مزور، عن امتنانه العميق للمغرب ملكا وحكومة “على الدعم المتواصل لهذا التعاون”.

وأوضح المسؤول الهندي، أن هذا المصنع، المخصص لصناعة المركبات المدرعة القتالية WhAP 8×8، والذي يعد أول وحدة إنتاج دفاعية هندية يتم إحداثها خارج البلاد، سيشكل مركزا للتميز في مجال البحث والتصميم وصناعة الدفاع، وعاملا كبيرا لاستقطاب الكفاءات الشابة، وتحفيز الابتكار، وتطوير تكنولوجيات جديدة تعود بالنفع على البلدين.

وأشار إلى أن الهند والمغرب يعملان ،منذ سنوات، على تعزيز شراكتهما في عدة مجالات، حيث أثمرت هذه الجهود نتائج مميزة في قطاعات الطاقات المتجددة والأسمدة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، وحاليا في مجال الدفاع، مؤكدا أن تدشين مصنع المركبات المدرعة يعد دليلا قويا على التعاون الاستراتيجي المتزايد بين البلدين.