قمة مغاربية واعدة في نصف نهائي الكونفدرالية بين نهضة بركان وشباب قسنطينة

تتجه الأنظار مساء، الأحد 20 أبريل 2025، إلى الملعب البلدي ببركان، الذي سيكون مسرحًا لقمة مغاربية واعدة بين نهضة بركان وضيفه شباب قسنطينة الجزائري، برسم ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، انطلاقًا من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المغرب.

ويسعى “بطل المغرب” إلى استثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تمنحه أفضلية قبل موقعة العودة في الجزائر، بينما يأمل شباب قسنطينة في العودة من المغرب بنتيجة تحفظ له الحظوظ كاملة لبلوغ النهائي القاري لأول مرة في تاريخه.

ويدخل نهضة بركان اللقاء بثقة عالية ومعنويات مرتفعة، مستندًا إلى تجربة قارية غنية، بعدما تُوّج بلقب الكونفدرالية في مناسبتين (2020 و2022) وبلغ النهائي في النسخة الماضية، حيث خسر أمام الزمالك المصري.

وكان الفريق البرتقالي قد تأهل إلى هذا الدور بعد تجاوزه القوي لأسيك ميموزا الإيفواري في ربع النهائي، بانتصارين متتاليين بنفس النتيجة (1-0) ذهابًا وإيابًا، دون أن تهتز شباكه.

واختتم أبناء المدرب معين الشعباني استعداداتهم بمشاركة كافة العناصر، باستثناء غياب البرازيلي ماتيوس سانتوس بسبب الإصابة، وركّز الطاقم التقني في الحصة الأخيرة، مساء السبت 19 أبريل، على الجانبين الفني والتكتيكي، مع شحن معنويات اللاعبين في أفق خوض مباراة يصفها المدربون بـ”النهائي المبكر”.

وتحمل هذه المباراة طابعًا خاصًا ليس فقط لقيمتها التنافسية، بل لأنها تمثل الخطوة ما قبل الأخيرة نحو نهائي البطولة القارية، وهو ما أكده مدرب نهضة بركان، معين الشعباني، في تصريحاته التي تسبق المواجهة، حين شدد على أن “التأهل لن يُحسم في مباراة واحدة، بل على امتداد 180 دقيقة”.

وكشف الشعباني عن أبرز مرتكزات خطته الفنية، مشدداً على أهمية اللعب بتوازن، بالنظر لاستمرار قانون أفضلية الهدف خارج الميدان “علينا أن نكون متوازنين جداً، فكل تفصيل قد يصنع الفارق. لا يوجد مرشح أوفر حظا، والدليل أن التأهل يُلعب دوماً على مدار المباراتين”.

كما رفض الشعباني اعتبار اللقاء “غير عادي”، موضحاً أن فريقه اعتاد خوض مباريات كبيرة هذا الموسم تحت الضغط، وأثبت جاهزيته الذهنية، قائلاً: “واجهنا مواعيد كبرى هذا الموسم، واللاعبون يعرفون كيف يتعاملون مع الضغط، وهذا ما يمنحنا الثقة”.

وفي سياق التشكيلة، أشار الشعباني إلى غياب المدافع دايو يوسوفو والجناح البرازيلي سانتوس بسبب الإصابة، لكنه أكد في المقابل جاهزية بقية العناصر، قائلاً: “الأجواء ممتازة، واللاعبون جاهزون. نأمل أن نترجم ذلك على أرض الملعب

وقال الشعباني: “هذه مباراة ذهاب نصف النهائي، الأولى على ملعبنا والثانية في قسنطينة. يجب أن ندرك أن التأهل سيُحسم على مباراتين. بالنسبة لنا، يجب أن نحاول تسهيل المهمة لمباراة العودة”.

وأضاف: “نأمل أن نكون في أفضل الظروف، وأن يحالفنا التوفيق، لأن كل كرة ستكون حاسمة، هجومًا ودفاعًا”.

ومن جهته، أكد عادل تاحيف، مدافع الفريق، في تصريحات للموقع الرسمي للنادي، على أهمية الحضور الجماهيري، قائلاً: “التحضيرات مرت في أجواء جيدة، وكل اللاعبين جاهزون. نطلب من الجماهير أن تساندنا بقوة لأن دعمها يصنع الفارق، ونتمنى أن نكون عند حسن الظن”.

وفي المقابل، وصل فريق شباب قسنطينة إلى المملكة المغربية صباح الجمعة 18 أبريل، عبر رحلة مباشرة حطّت بمطار وجدة أنكاد، قبل التوجه إلى مدينة السعيدية حيث يقيم معسكره التحضيري.

وعبّر المدرب خير الدين مضوي عن ارتياحه لحفاوة الاستقبال المغربي، مؤكدًا أن المباراة تمثل “فرصة لتجسيد الروح الرياضية بين الأشقاء المغاربة والجزائريين، وتقديم صورة مشرفة لكرة القدم الإفريقية والمغاربية”.

وقال مضوي في تصريحات صحافية: “نهضة بركان فريق قوي وذو تجربة كبيرة، وندرك أن المواجهة لن تكون سهلة، لكننا نؤمن بحظوظنا وسنلعب بكل تركيز. الأجواء الأخوية تميز هذه النوعية من المباريات، ونتمنى أن تكون مباراة جميلة داخل وخارج الملعب”.

وكان قسنطينة قد بلغ المربع الذهبي بعد صراع جزائري خالص مع اتحاد العاصمة، حيث تعادل الفريقان ذهابًا وإيابًا بنتيجة 1-1، قبل أن تحسم ركلات الترجيح التأهل لفريق “السنافر”، الذي يُراهن على هذه النسخة لصناعة تاريخ جديد على الصعيد القاري.

ويسعى الطرفان للخروج بأفضل نتيجة ممكنة قبل لقاء الإياب المرتقب، الأحد 27 أبريل، في الجزائر، في سباق مفتوح نحو نهائي البطولة، حيث ينتظر الفائز مواجهة أحد طرفي نصف النهائي الآخر بين سيمبا التنزاني وستيلينبوش الجنوب إفريقي.