story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

قمة الدوحة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.. هل تختلف عن سابقاتها؟

ص ص

تتجه الأنظار، اليوم الإثنين 15 شتنبر، إلى الدوحة حيث تٌعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة، على بعد أميال من مكان وقوع العدوان على قطر، لبحث الانتهاكات الإسرائيلية في ظل ظرف إقليمي ودولي حساس.

وتأخذ القمة العربية الإسلامية أكثر من سبب لانعقادها، وإن كان استهداف وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة هو السبب المباشر، لأنه ينقل الخطر الإسرائيلي من نطاقات وحدود محدودة، ليجعله مظلة تظلل كل العواصم العربية والإسلامية دون استثناء.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن، الثلاثاء 9 شتنبر 2025، هجومًا جويًا على قيادة حركة حماس في الدوحة، ما أثار استنكار الدول العربية والإسلامية، بينما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان.

وجاء الهجوم على قطر رغم دورها في الوساطة، إلى جانب مصر وبرعاية أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وتعد قمة اليوم، في نظر الشارع العربي، استثنائية من حيث التوقيت والدافع، في الوقت الذي يتطلع فيه إلى أن تكون استثنائية أيضًا من حيث النتائج والمخرجات.

في هذا السياق، يرى عبد العالي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس، أن الدول العربية لها كامل القدرة على اتخاذ مواقف أكثر صرامة وحزمًا.

وقال حامي الدين، في حديث مع صحيفة صوت المغرب، إن المطلوب اليوم من هذه القمة “ليس تهديد إسرائيل بأنها في حال تكرار الهجوم أو استهداف عاصمة أخرى ستتدخل هذه الدولة أو تلك”، داعيًا إلى الخروج من منطق التعامل القطري المنفرد مع الكيان الذي يستغل الخلافات العربية وغياب التنسيق المشترك، “للرد بحزم على ما حصل في الدوحة، لا انتظار ما قد يحصل لاحقًا”.

وشدد على أن الرد العربي المنتظر “يجب أن يكون رداً قوياً ينطلق من القمة”، موضحًا: “أقول رداً سياسياً لا عسكريًا، لأنني أعلم أن الدول العربية ليست مستعدة للرد العسكري، لكن ينبغي أن يكون هناك رد سياسي صارم”.

واعتبر أن أهم ردّ في هذا السياق هو وقف مسار التطبيع مع دولة الاحتلال، موضحًا أن هذا “أول موقف ينبغي أن يصدر، وإلا ستجد الدول العربية نفسها في تناقض مع مشاعر شعوبها”.

ويرى الأستاذ الجامعي أنه يجب التعامل مع ما وقع في الدوحة وكأنه وقع في القاهرة أو صنعاء أو الرباط، قائلاً: “علينا ألا نتعامل مع ما حصل في الدوحة، وكأنه استهداف لقيادة حماس فقط، بل رسالة موجهة إلى كل العواصم التي تحتضن الحركة أو أي شكل من أشكال المقاومة”.

وأشار حامي الدين إلى أن إسرائيل “لم تعد تؤمن بما يسمى المبادرة العربية للسلام، أي الأرض مقابل السلام”، مؤكداً أن هذا الزمن انتهى “وأنها الآن تريد فرض السلام بواسطة القوة”.

كما أكد على ضرورة إحداث تنسيق عربي-عربي مشترك “من أجل بلورة موقف موحد وصارم على الأقل على المستوى السياسي، بوقف التطبيع”.

ونبّه أيضًا إلى أهمية الخروج بقرار يقضي بعدم السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق الأجواء العربية، “لأن الطائرات التي قصفت الدوحة انطلقت من تل أبيب ومرت عبر أجواء عربية”.

وأضاف: “لا بد من موقف صارم، وإذا لم يتوقف العدوان على غزة قد يتطور الموقف العربي إلى أبعد من ذلك”. كما شدد على ضرورة توجيه رسالة واضحة أيضًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه “لا ينبغي على دول الخليج أن تبقى رهينة لما يسمى الحماية الأمريكية”.

من جهته، يرى خالد الشيات، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، أن “ما يمكن توقعه ليس أكثر مما هو متاح”.

وقال الشيات، في حديث مع صحيفة صوت المغرب، إن المتوقع هو “شجب التصرفات الرعناء لإسرائيل وانتهاكها لسيادة الدول العربية”، مشيرًا إلى أن باقي دول العالم الإسلامي ليست في مأمن هي الأخرى من مثل هذه الاستهدافات، باستثناء دول قليلة تُعد على رؤوس الأصابع.

وأوضح أن الشروط الموضوعية لأي ردّ فعّال غير متوفرة حاليًا، محدداً شرطين أساسيين:

الأول أن تكف الدول العربية عن أن تكون خصمًا لبعضها البعض، وأن تتوقف عن صناعة حركات انفصالية داخل دول أخرى والدفاع عنها في المنتديات، أو إنفاق مقدراتها لدعم حركات معارضة أو جماعات مسلحة ضد دول جارة.

والثاني أن تبني هذه الدول منظومة واقعية تأخذ بعين الاعتبار تعدد التهديدات، وليس فقط التهديد الإسرائيلي.

وأعرب الشيات عن أسفه لوجود أمثلة عديدة على التشرذم العربي، مستحضراً حالات ليبيا والسودان وسوريا واليمن والعراق ولبنان، إضافة إلى دعم الجزائر للانفصاليين في المغرب.

وشدد على أن بعض الدول تستعمل دولاً أخرى لتحقيق غايات ضيقة، “فتبقى منفردة وضعيفة، وغالبًا ما تكون في مرمى الأعداء، وأمنها مرهون بعدم تعرضها لهجوم من قِبل إسرائيل أو غيرها”.

وأضاف: “لا بد من وجود قدرة ردع تمنع الدول من شنّ هجمات بهذه الطريقة الرعناء، خاصة وأنّ كثيرًا من الدول ضعيفة”.

وأشار إلى أن المقاومة الشعبية قد تكون أحيانًا أقوى من المستوى الرسمي، مستشهدًا بما أظهرته المقاومة في غزة خلال السنتين الماضيتين، معتبراً إياها نموذجًا للصمود بمقدرات بسيطة على المستويين الاجتماعي والعسكري في مواجهة قوة عاتية.

وأكد على ضرورة بناء قناعة بضرورة إقامة منظومة متكاملة ودفاعية لصد أي هجوم على المستوى الاستراتيجي، فضلاً عن تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي وتجاوز الحدود التقليدية.

واعتبر الشيات أن العامل الذاتي يظلّ الأساس، قائلاً: “إذا لم تتغير هذه الذات داخل المنظومة العربية-الإسلامية فلن يتغيّر الكثير، وسنشهد مزيدًا من استباحة الأراضي وضعفًا استراتيجيًا وانعدام حماية دولية فعالة، في مقابل بيانات استنكار وتنديدات في منظمات دولية مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، أو الأمم المتحدة”.