قطار التطبيع مع موريتانيا يتعثر
تسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتفاعلات الشعبية معها في كبح قطار التطبيع مع إسرائيل في المنطقة المغاربية، بعدما كانت إسرائيل قد سرعت خطى التقارب مع موريتانيا، وبدأت التسريبات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين.
وخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد اشروقه أمس الخميس لطمأنة الموريتانيين، مؤكدا أن بلاده لا تنوي إقامة علاقات مع إسرائيل.
وأوضح ولد اشروقه في مؤتمر صحافي عقده في نواكشوط بعد اجتماع مجلس الوزراء أن الحكومة لا تنوي إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مضيفا أن الأمر “ليس من مرجعياتنا السياسية”.
وتابع أن الحديث عن تصويت موريتانيا ضد قرار يتضمن إجراءات تصعيدية خلال قمة الرياض العربية ضد إسرائيل “مجرد شائعات”. وأضاف أن هذا النوع من الأخبار تكرر مؤخرا “لكن موريتانيا ثابتة على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والذي عبر عنه الرئيس والحكومة والشعب في مناسبات مختلفة”.
وقبل شهر فقط، كانت مصادر محلية في موريتانيا قد أكدت أن بعض المسؤولين الأمنيين من بينهم مستشار رئيس الجهاز الأمني مختار فوليد، التقوا مع ضباط مخابرات الإسرائيلية وأجروا محادثات سرية.
اللقاء المسرب للمسؤولين الموريتانيين بنظرئهم الإسرائيليين يعد الثاني خلال هذه السنة، حيث كان ثمة لقاءات لكبار ضباط الأمن من البلدين خلال شهر مارس الماضي، عقدت في منزل حاكم الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وكان ديفيد ميدان المعروف بـ “وزير خارجية نتنياهو الرئيسي” والوسيط الرئيسي للتطبيع، من بين ضباط المخابرات الإسرائيليين الحاضرين للقاء.
المسؤولون الموريتانيون كانوا حريصين في لقاءاتهم الأخيرة مع الإسرائيليين على التكتم، وهو ما يفسر عدم موافقة الوفد الموريتاني على عقد اللقاء في فندق “الديار مينا” في أبو ظبي، بهدف إبقاء هامش لإمكانية نفي الخبر وتكذيبه أمام الرأي العام الموريتاني.
وخلال الفترة، تقول صحيفة “الأخبار” الموريتانية، إن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تقدم بطلب رسمي لألمانيا من أجل التدخل لدى النظام الموريتاني لمساعدة بلاده في “إقامة علاقات مع موريتانيا والنيجر”، وذلك بالتزامن مع زيارة أجرتها مساعدة وزير الخارجية الألماني كاتيا كول للعاصمة الموريتانية نواكشوط، أجرت خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين الموريتانيين.
ومنذ تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، توقف قطار التطبيع بين المغرب وإسرائيل على الرغم من إبرام اتفاقيات عديدة بين البلدين، وتوقفت الزيارات المتوالية التي كان يقوم بها وزراء إسرائيليون إلى الرباط، بعدما خرجت مسيرات شعبية في جل المدن تطالب بوقف العلاقات مع إسرائيل.