قساوة الجو تفاقم أزمة ضحايا زلزال الأطس الكبير
تجددت مخاوف ساكنة المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير الذي دمر معظم مساكن سكان إقليم الحوز، مع آخر نشرة إنذارية لمديرية الأرصاد الجوية التي توقعت هطول زخات ورياح مطرية قوية، مصاحبة لتناثر الغبار، ابتداء من يوم غد الجمعة بعدد من المناطق بالمغرب.
هذه المعاناة، عكستها صور تناقلتها عدد من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر الأقسام الدراسية البلاستيكية المركبة وهي معرضة لخطر الاقتلاع، بسبب اشتداد سرعة الرياح.
“يهدف مشروع الحجرات الدراسية المركبة إلى تعويض الأقسام المتضررة بإنشاء وحدات دراسية مجهزة بأقسام ومرافق صحية وإقامة إضافية”
في هذا الصدد، قال محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل في حديثه لصحيفة “صوت المغرب” اليوم الجمعة 18 يناير 2024، إنه على الرغم من تنبيهات الائتلاف المتكررة حول سوء وضعية وسائل الإيواء المؤقتة في المناطق المنكوبة، إلا أن معاناة الساكنة المتضررة آخذة في التفاقم جراء برودة الطقس خلال فصل الشتاء.
وعن معايير المساكن البديلة التي تقطنها هذه الساكنة، أوضح رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل أن “بعض أبناء الدواوير المتضررة اضطروا إلى مغادرة هذه المساكن بشكل مطلق، بعد تسرب مياه الأمطار إلى الخيام البلاستيكية، باحثين عن مآو في دواوير أخرى، تقيهم برودة الطقس الشديدة خلال هذه الفترة من السنة”.
وبالنسبة لمقاطع الفيديو التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، بخصوص الأقسام الدراسية البلاستيكية المركبة التي تبدو معرضة للاقتلاع، اعتبر الديش أن هذه الأقسام بنيت من مواد لا يمكنها أن تصمد أمام قوة الرياح أو الشتاء أو الثلوج” موضحا أنها لن تستطيع الصمود نظرا لعدم تكيفها أمام تغيرات الطقس القاسية.
مرحلة الإعمار..أمل وحيد
وتابع المتحدث ذاته، “إن مرحلة الإعمار تستغرق وقتا طويلا للإنجاز، لكن في الوقت ذاته نحن نرفع سقف آمالنا في تمكين هؤلاء الساكنة من ظروف تضمن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وتوفير حجرات أو أقسام خاصة تستطيع الصمود أمام موجة البرد القارس”.
وفي السياق نفسه، صرح أحد قاطني منطقة أمزميز ضواحي مدينة مراكش، لصحيفة “صوت المغرب”، أن “الزلزال فاقم من وضعية الدواوير في المناطق الجبلية، حيث يتداول على مسامعنا أخبار تفيد أن العديد من دواوير منطقة أمزميز باتت غير صالحة للبناء والسكن، ونحن ننتظر تأكيدا رسميا بخصوص هذا الأمر”.
وكان الائتلاف المدني من أجل الجبل قد انتقد بشدة، ما باتت تعرفه المناطق الجبلية في المغرب من معاناة، لافتا إلى أنه “يتابع بقلق شديد وضعية ساكنة المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال، لاسيما في ظل موجة البرد الشديد وانخفاض درجة الحرارة التي يعرفها المغرب مؤخرا”.
خيام عاجزة أمام قساوة البرد
وكانت المنسقة الإقليمية للإئتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز ،نجية أيت امحند، قد قالت في تصريح “لصوت المغرب”، إنه “على الرغم من التوفر على عدد كافي من الأغطية، إلا أن موجة البرد التي مرت خلال الأيام الأخيرة كانت قاسية بشدة على المتضررين من زلزال 8 شتنبر الذين لازالوا يتخدون من الخيام مساكن لهم بعد تهدم منازلهم”.
ووضعت الفاعلة الجمعوية مقارنة بين “من يقطن في بيت تقيه جدرانه قساوة الجو ويشتكي من البرد، وبين من يعيش في خيمة بلاستيكية في درجات حرارة أقل من الصفر”، لإبراز حجم معاناة ساكنة المناطق التي تضررت بسبب زلزال الأطلس الكبير، الذي ضرب المنطقة في 08 شتنبر 2023.
وعن الظروف السكنية في هذه المناطق، أوضحت عضوة الإتلاف المدني من أجل الجبل أن “بعض الدواوير توصلت بمنازل متنقلة من طرف بعض الجمعيات، لكن عددها يبقى على العموم قليلا مقارنة مع عدد المتضررين وحجم الحاجيات”، مبرزة أنه “في بعض الجماعات تجد دوارين استفادوا فقط وباقي الدواوير التي تتجاوز في الغالب 10 دواوير لم تستفد”.
الخيام.. مساكن مؤقتة
وبخصوص تدخل الدولة في هذه المناطق التي تعرف طقسا شديد البرودة، أكدت الفاعلية الجمعوية في قضايا ساكنة الجبل، أنه “لازال تدخل الدولة يقتصر على توفير خيام فقط، وحتى الجمعيات المتطوعة لا تستطع توفير المزيد من المنازل المتنقلة بسبب غلاء تكلفة تصنيعها ونقلها إلى الدواوير المتضررة”.
وسجلت المتحدثة ذاتها أن “الخيام ليست إلا حلا ترقيعيا لمعاناة المواطنين في المناطق التي تأثرت بالزلزال وليست حلا دائما يخلص هذه الفئة من المعاناة التي تعيشها، خاصة خلال هذه الفترة التي تعرف تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير”.