“قرية على تخوم الجنة” يلقى الإشادة بمهرجان خريبكة للسينما

اختتم، مساء الخميس 26 يونيو 2025، الفيلم الصومالي الطويل “قرية على تخوم الجنة”، للمخرج هاراوي مو، عروض المسابقة الرسمية للدورة الـ25 من مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، مخلفا صدى طيبا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
ويرسم الفيلم (132 دقيقة)، الذي حظي بإشادة النقاد كأبرز المرشحين للفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان، صورة مؤثرة لعائلة صومالية أعادت لم شملها مؤخرا، تواجه في رحلة زادها المودة والثقة والصمود، طموحات متباينة وتحديات عالم موسوم باللايقين.
وسبق للفيلم الصومالي أن عرض سنة 2024 في فقرة “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي، وحصد عدة جوائز وتكريمات على الساحة الدولية.
ونجح الفيلم، من خلال سرد عائلي مؤثر ونظرة صادقة للواقع الصومالي والتفاتة تكريم لشعب صامد، في كسب إعجاب الجمهور الخريبكي بقوة سرده، ودقة أداء ممثليه، وجمالية إخراجه.
في هذا السياق، اعتبر الباحث في التاريخ والناقد السينمائي، محمد زروال، أن فيلم “قرية على تخوم الجنة” يعد من أبرز لحظات هذه الدورة، بفضل قوة بعض مشاهده، وجودة التصوير، وسلاسة السرد.
وعند استعراضه لمجمل الأفلام المعروضة في الفئتين، أوضح الناقد السينمائي حضور الموضوعات النسائية بشكل قوي، مشيرا إلى أن العديد من الأفلام تتبنى مقاربة ملتزمة حول بالقضايا النسائية.
في سياق آخر، بصم الفيلم القصير الليبي “صعود” للمخرج أسامة رزق، أمس الخميس، عن المشاركة الأولى للسينما الليبية في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، مقدما لمحة واعدة عن السينما في هذا البلد.
وأكد المخرج الشاب على أهمية هذه المشاركة الرمزية في المهرجان، معبرا عن أمله في إيصال صوت السينما الليبية إلى هذا الفضاء الإفريقي العريق، كما أعرب عن أمله أن يترك الفيلم صدى طيبا لدى الجمهور والنقاد.
كما أشاد المخرج الليبي بمنظمي المهرجان على إصرارهم واستمراريتهم في تنظيم هذا الحدث السينمائي منذ 1977.
وشهد اليوم الأخير من التباري عرض مجموعة من الأفلام القصيرة، منها “شيخة” للمخرجين أيوب اليوسفي وزهوى راجي (المغرب)، و”حدود الله” لأنس الأسود (تونس)، إلى جانب الفيلمين الطويلين، “قنطرة” لوليد مطار (تونس)، و”صاكو/حلم الرب” لفوسيني مايكا (مالي).
ويستقبل مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية خلال هذه الدورة 350 سينمائيا من 45 بلدا، في احتفاء بالإبداع السينمائي الإفريقي، وبمواهبه الصاعدة، وتحولاته العميقة.
وتنعقد دورة هذه السنة تحت شعار “من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات: تجاذبات السينما الإفريقية”، حيث تهدف إلى فتح نقاش عميق حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المهن، والسرديات، والخيال السينمائي في القارة الإفريقية.