قبيل العيد .. ما الذي تبدو عليه أسعار الأضاحي في دول الجوار المغاربي؟
على بعد أيام من عيد الأضحى، تعيش الأسواق الوطنية على وقع ارتفاع كبير في أسعار الأغنام مقارنة بالعام الماضي، رغم فتح الحكومة لعملية دعم استيراد الأغنام من الخارج والتي تهدف إلى تزويد السوق المحلية ب600 ألف رأس من الأغنام
العديد من المهنيين أجمعوا أن هناك ارتفاع في الأسعار، بحيث أن الأسعار تتراوح ما بين 2500 درهم إلى 4000 درهم للأضاحي العادية أو المتوسطة من حيث الجودة والوزن ، في حين تصل أسعار الأضاحي الأكثر جودة وذات الوزن الكبير (80-90 كلغ) إلى 6000-6500 درهم حسب تصريحات مربي المواشي، مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ ما بين 1000 و1500 درهم، مرجعين هذا الوضع إلى تراجع العرض على مستوى القطيع الوطني بسبب غلاء الأعلاف وتوالي سنوات الجفاف.
وبالنظر للمحيط المغاربي، تبدو أسعار المواشي في المغرب متقاربة مع نظيرتها في الجزائر، فيما لا زالت الأسعار في موريتانيا أقل بكثير مقارنة بالأسعار في المنطقة.
غلاء ينذر بعزوف جماعي في الجزائر
في وقت نفت فيه السلطات الجزائرية استيراد أضاح من الخارج بغية ضبط الأسعار، إلا أن أسعار الأكباش بلغت مستويات غير مسبوقة في الجارة الشرقية، رغم افتتاح نقاط بيع لشركة حكومية، لكن الإجراء وصف بأنه “غير كاف”.
وحسب ما نقلته وكالات الأنباء، فإن أسعار الأضاحيفي الجزائر شهدت ارتفاعا وصفه متابعون بأنه “خيالي ولم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد”.
وبلغ السعر الأدنى للكباش نحو 514 دولار، بينما وصلت أسعار بعض السلالات المحلية المعروفة بجودة وكبر حجمها، وفق ما تم تداوله على المنصات الاجتماعية، إلى 3676 دولار، في بلد يقدر الحد الأدنى من الأجور فيه ب150 دولار، بينما يبلغ متوسط المرتبات ب314 دولار بحسب البيانات الرسمية.
وقبل أسبوع واحد من عيد الأضحى، أعلنت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء الحكومية المعروفة بمسمى “ألفيار”، افتتاح نقطة بيع الكباش المحلية الموجهة للعيد بمنطقة بئر توتة بالضاحية الجنوبية للعاصمة، وتراوحت أسعار الأضاحي المحلية التي تعرضها الشركة ما بين 500و661 دولار.
الجفاف يرفع الأسعار في موريتانيا
في الجارة الجنوبية موريتانيا، شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا كبيرا قبيل عيد الأضحى، فيما عزا كثيرون ذلك إلى موجة الجفاف وغياب الرقابة الرسمية.
ويضاف إلى الأحوال الجوية الجافة في البلاد، تصدير أعداد كبيرة من الأضاحي لعدد من دول الجوار بينها السنغال، وهو ما أثر على زيادة الطلب.
ويشير تجار المواشي في موريتانيا، حسب ما نقلته تقارير دولية، إلى أن أسعار الأضاحي تتراوح ما 150 دولار و190 دولار، في الوقت الذي تقول جمعية حماية المستهلك في موريتانيا إن هذه الأسعار، المرتفعة مقارنة مع الموسم السابق، نتيجة استنزاف الثروة الحيوانية وغياب دور السلطات في تنظيم الأسعار.
وتصدر موريتانيا ثروتها الحيوانية إلى دول الجوار، خصوصا السنغال ومالي، حيث توقع موريتانيا سنويا اتفاقيات مع السنغال تقوم بموجبها بتصدر آلاف رؤوس المواشي لهذا البلد خصوصا خلال عيد الأضحى المبارك.
غير أن الجفاف هذه السنة، تسبب حسب مربي الماشية في نفوق الآلاف من رؤوس المواشي، في ظل غياب أي دعم حكومي لمساعدة مربي الماشية في توفير الأعلاف، كما أنهم يقولون، إن الوضع الأمني المتوتر على الحدود مع مالي، منع مربي الماشية من التوجه نحو هذا البلد بحثا عن المراعي.