story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

قارة بلا “شان” !

ص ص

تأجيل منافسة قارية في كرة القدم قبل ثلاثة أسابيع من التاريخ المحدد لانطلاقها، يمكن أن يكون غريبا وحدثا مزلزلا تتداعى بسببه كراسي المسؤولين الكرويين في كل قارات العالم، إلا إفريقيا المسكينة التي عودتنا على “هبالها” وعجائبها في القرارات الإرتجالية لا تخضع لقانون ولا لمنطق سليم.

كأس إفريقيا للاعبين المحليين كانت آخر دورة لها نُظمت بالجزائر قبل سنتين، ووقتها بدا أنها آخر دورة يتم إجراؤها تحت هذا الإسم، بعدما أصبحت مثل الجذام وكل البلدان الإفريقية تتهرب من تنظيمها بفعل عدم وجود أي عائد مالي أو اقتصادي فيها، لكن بعد أن اعتقد الجميع في إفريقيا أنها أصبحت جزءًا من التاريخ، طلع علينا الإتحاد الإفريقي قبل أشهر بخبر إسناد تنظيم دورة سنة 2024 إلى كل من كينيا وتنزانيا وأوغندا رغم عدم جاهزية هذه البلدان لتنظيم ولو مباراة كرة قدم واحدة تحت شروط مقبولة.

باتريس موتسيبي الثري الجنوب إفريقي الذي يدير هذه المهازل الكروية في القارة السمراء بكثير من الدبلوماسية وكلام الليل الذي يمحوه النهار، كان عند نهاية ولايته الأولى في حاجة إلى حشد أصوات الإتحادات الإفريقية من أجل ولاية ثانية وقطع الطريق على أي مرشح محتمل، فأحيى فكرة الإستمرار في تنظيم مسابقة كان قد طواها النسيان، وأسندها لثلاث دول دفعة واحدة، فقط من أجل كسب أصواتها والإستمرار على رأس “الكاف”، ومن بعد.. يكون خير !

هذا التأجيل الذي أقره الإتحاد الإفريقي ل”الشان” كان منتظرا، بعد أن رفض المغرب أن يكون بديلا لتنزانيا وأوغندا وكينيا، وأن يستمر في دور “تريتور” القارة السمراء الجاهز لفك “الوحايل” كل مرة، والظاهر أن تداعيات استضافة حفل الجوائز الإفريقية بمراكش، وحرمان عميد المنتخب الوطني أشرف حكيمي من جائزة الكرة الذهبية، بعد استدعائه للحفل وإيهامه بأنه الفائز، كانت وراء هذا التغير المفاجئ للتعامل المغربي مع الجهاز الكروي الإفريقي.

“الكاف” حدد موعدا جديدا لتنظيم الشان في شهر غشت المقبل، بعد أن أجرى قرعته أمس الأربعاء، ولا أحد يدري كيف ستدور المباريات في فصل تبلغ فيه درجات الحرارة مستويات جهنمية، وتصل فيه الرطوبة نسبا تخنق الأنفاس داخل هذه البلدان الإفريقية، وأيضا تكون فترة عودة للاعبين من العطلة السنوية، وبداية المعسكرات الإعدادية للموسم الذي ينطلق في أواخر غشت وبداية شتنبر.

الراجح بعد كل هذا العبث في اتخاذ القرار داخل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن تعرف دورة “الشان” تأجيلا جديدا، أو ربما إلغاءً نهائيا بعد أن لعب بها باتريس موتسيبي ورقته الإنتخابية، لتنضاف إلى سلسلة التأجيلات والقرارات العشوائية في جل المسابقات الكروية في القارة السمراء.

العالم ينظر إلى إفريقيا كقارة للمواهب الكروية الخارقة، التي تصنع “الشان” للبطولات والأندية الأوروبية العريقة، ولكن إفريقيا كمنظومة كروية لن تصنع “الشان” لنفسها طالما تسير بكل هذا العبث وهذا الكم المتواصل من القرارات الإرتجالية.