story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
جالية |

في كتاب أبيض.. مغاربة العالم يقترحون حلولاً لتعزيز الارتباط بالوطن

ص ص

في خطوة غير مسبوقة، أصدرت مجموعة من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج كتاباً أبيضاً بعنوان “تحديات وتطلعات مغاربة الخارج” بهدف تقديم رؤية شاملة لمعالجة الإشكاليات التي تواجه الجالية المغربية حول العالم، مع اقتراح حلول مبتكرة لتعزيز ارتباطهم بالوطن والمساهمة في التنمية الشاملة.

ويتناول الكتاب الأبيض، الذي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، قضايا مغاربة الخارج من زوايا متعددة، مركّزاً على تحديات الهوية والثقافة والقوانين والإجراءات الإدارية.

الكتاب الذي أسهم في إعداده 35 مغربياً مقيماً في مختلف بلدان العالم من مختلف القارات، وتبناه 36 آخرون، يطرح رؤية استراتيجية لتمكين الجالية المغربية من لعب دور محوري في التنمية الوطنية، مع التركيز على إزالة العوائق الإدارية، وتطوير السياسات التي تدمجهم بشكل أفضل في الحياة السياسية والاقتصادية.

وسيتم إرسال نسخ من الكتاب الأبيض، حسب بلاغ القائمين على المبادرة، إلى الديوان الملكي والحكومة المغربية والأحزاب السياسية والبرلمان، لضمان اطلاع جميع الجهات المعنية على مضامينه وتعزيز التنسيق الوطني حول أهدافه الاستراتيجية.

وأوضح البلاغ ذاته أن الكتاب الأبيض، عبارة عن “وثيقة استراتيجية بالغة الأهمية أعدتها نخبة من الكفاءات والفاعلين المغاربة المقيمين بالخارج من مختلف القارات”، مشيرين إلى أنه “يشكل خطوة نوعية نحو إعادة صياغة العلاقات مع الجالية عبر طرح رؤية متكاملة للتعامل مع التحديات التي تواجهها، مع إيلاء عناية خاصة لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الثقافية المغربية”.

ويطرح “نهجاً عملياً وشاملاً يعكس الأهمية البالغة للجالية المغربية كعنصر فاعل في مسيرة التنمية الوطنية ويركز على تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية”، مسلطاً الضوء على إمكانيات المغاربة المقيمين بالخارج في دعم الاقتصاد الوطني.

كما يقدم حلولاً مبتكرة لتحفيز الاستثمار في المشاريع التنموية داخل المغرب، “بما يعزز اندماج هذه الكفاءات في دينامية الاقتصاد الوطني ويعمق حضورهم كمساهمين حقيقيين في بناء مستقبل البلاد”.

ويتناول الإصدار بعد الهوية والانتماء، مسلطاً الضوء على أهمية “الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي في مواجهة تحديات العولمة، كما يعالج التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الجالية، مقدماً مقترحات مبتكرة لتعزيز تواصلها مع المؤسسات الوطنية، وتطوير سياسات فعالة تدعم تكامل أدوارها على المستويين الوطني والدولي”.

وشدد القائمين على الكتاب الابيض أن هذا الأخير لا يقتصر على كونه مبادرة لحل الإشكالات الحالية، “بل يطمح إلى فتح آفاق جديدة للحوار والتعاون المستدام، بما يضمن إشراكاً حقيقياً وفعالاً لكل الكفاءات المغربية في الخارج”.

أبرز محاور الكتاب

يعدد تعزيز الهوية الثقافية من أبرز محاور الكتاب، حيث يدعو إلى إطلاق برامج تعليمية وثقافية تُركز على تعليم اللغة العربية والأمازيغية للأجيال الجديدة من مغاربة العالم، مع تعريفهم بالتراث الثقافي المغربي، بهدف تعزيز انتمائهم الوطني والحفاظ على روابطهم ببلدهم الأم.

كما يشير إلى الصعوبات التي تواجه الجالية في إدارة الوثائق القانونية والمعاملات الإدارية، داعياً إلى تبسيط الإجراءات وتوفير خدمات رقمية تسرّع المعاملات، خاصة في قضايا مثل الوصاية القانونية والنزاعات العقارية.

هذا ويؤكد الكتاب على أهمية إشراك مغاربة العالم في العملية السياسية، من خلال تمثيلهم في المؤسسات الوطنية وتشجيعهم على المساهمة في صناعة القرار، مقدماً في نفس الوقت مقترحات لدعم الاستثمارات التي يقوم بها مغاربة الخارج، مع تقليل العوائق الإدارية والمالية التي تواجههم، بهدف توظيف إمكاناتهم الاقتصادية في خدمة التنمية الوطنية.

ويدعو أيضاً إلى وضع آليات فعالة للتدخل السريع في حالات الأزمات التي تواجه مغاربة الخارج، مثل الكوارث الصحية أو النزاعات، من خلال تقديم الدعم القانوني والمالي والاجتماعي.

أما بخصوص النهوض بالتعليم والبحث العلمي، فيوصي الكتاب بخلق شراكات أكاديمية وتعليمية مع المؤسسات العالمية، لدعم التعليم العالي والبحث العلمي وربط الكفاءات المغربية بالخارج بالمؤسسات الوطنية.