story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اليوم العالمي للمرأة.. تقرير أممي يحذر من تزايد التهديدات ضد حقوق النساء

ص ص

كشف تقرير حديث أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعنوان “مراجعة حقوق المرأة بعد 30 عاما من بيجين”، تزايدا غير مسبوق في التهديدات التي تواجه حقوق النساء والفتيات عالميا، حيث “تتصاعد مستويات التمييز وتتراجع الحماية القانونية، بالإضافة إلى نقص التمويل المخصص لبرامج ومؤسسات دعم المرأة”.

وجاء التقرير الذي نٌشر قبيل اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف السبت 08 مارس 2025، بعد أن وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على مراجعة التقدم في تنفيذ منهاج عمل بيجين، حيث دُعيت بناءً على ذلك، لتقديم تقارير إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة، التي قامت، نيابة عن الأمين العام، بتجميع هذه التقارير من 159 حكومة لتقديم تقييم عالمي حول وضع المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات.

يشكل إعلان ومنهاج عمل بيجين خطة ذات رؤية تتعلق بتمكين المرأة، وأحد الأطر المرجعية لتحليل وضع المرأة حول العالم وتقييم الجهود التي تبذلها الدول لتمكين المرأة، اعتُمد بتوافق الآراء في عام 1995 عقب اجتماع أكثر من 000 40 مندوب حكومي، وخبير، وممثل عن المجتمع المدني في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، وهما يجسدان التزام المجتمع الدولي بتحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير فرص أفضل للنساء والفتيات.

وفي هذا السياق، أظهر التقرير الأممي تزايدًا غير مسبوق في التهديدات التي تواجه حقوق النساء والفتيات حول العالم، حيث تصاعدت مستويات التمييز ضدهن وتراجعت الحماية القانونية، إذ أن ما يقرب من ربع الحكومات في العالم أبلغت عن هجمات ضد حقوق المرأة في عام 2024، بالإضافة إلى تزايد نسبة النساء اللاتي يعشن في مناطق الصراع بنسبة تزيد عن 50% منذ عام 2010.

وأضاف التقرير أن مقتل امرأة أو فتاة يحدث كل 10 دقائق على يد شريك أو أحد أفراد أسرتها، كما عرض أيضًا دور التكنولوجيا الرقمية في نشر الصور النمطية الضارة، مبرزا أن الفجوة الرقمية بين الجنسين تحد من فرص المرأة في العالم الرقمي.

وفي المقابل، أظهر التقرير بعض التقدم المحرز منذ إعلان بيجين في 1995، حيث تم تحقيق التكافؤ في التعليم بين الفتيات وانخفضت وفيات الأمهات بمقدار الثلث، بينما تضاعف تمثيل المرأة في البرلمانات، كما تم إدخال 1531 إصلاحا على القوانين التمييزية بين عامي 1995 و2024 في 189 دولة وإقليم.

في هذا الإطار، شدد التقرير على أنه “حينما يتم دعم حقوق المرأة بشكل كامل في بلدانها وأسرها ومجتمعاتها واقتصاداتها، فإنها تزدهر”، لافتا إلى أنه لا تزال هناك حاجة إلى جهود كبيرة لتحقيق المساواة بين الجنسين والاقتراب من تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وفي غضون ذلك، اقترحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة “منهاج عمل بيجين + 30″، الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تسهم في تسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، كما حدد التقرير ستة إجراءات أساسية، تشمل الثورة الرقمية لجميع النساء والفتيات، القضاء على العنف، ضمان حرية النساء من الفقر، ومنحهن السلطة الكاملة والمتساوية في اتخاذ القرارات.

كما تضمنت الإجراءات أهمية تعزيز السلام والأمن، بالإضافة إلى العدالة المناخية، إذ أوضح التقرير أن وضع الشابات والفتيات في صميم هذه الجهود يشكل خطوة حاسمة لضمان النجاح في مواجهة هذه التحديات العالمية وتفعيل التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.

وفي كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي اختير له شعار “الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات”، شددت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، على أن قضية المساواة بين الجنسين أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن العقبات باتت أكثر وضوحًا، لكن عزيمة النساء أكثر ثباتًا.

وفي نفس السياق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش من استمرار التمييز ضد النساء، مؤكدًا أن العنف وعدم المساواة الاقتصادية لا يزالان يشكلان تهديدًا حقيقيًا. كما لفت إلى أن مشاركة النساء في سوق العمل ما زالت ضعيفة، وأن القضاء على الفقر المدقع للنساء سيستغرق 130 عامًا، مؤكدًا أنه لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا التراجع، بل يجب العمل لمواجهة هذه التحديات وحماية حقوق جميع النساء والفتيات.

فضلا عن ذلك، أعلن المسؤول الأممي التزام الأمم المتحدة بـ”نداء كلاريون”، وهو تعهد عالمي لحماية حقوق النساء والفتيات، يرتكز على أربع أولويات رئيسية، تشمل دعم القيادة الموحدة لقادة الأمم المتحدة في الدفاع عن حقوق المرأة، والتصدي الفعّال للهجمات ضدها، والعمل على تفكيك أوجه عدم المساواة، بالإضافة إلى حماية المدافعات عن حقوق الإنسان لضمان بيئة آمنة لمشاركتهن.

ومن جانبها، دعت سميرة رشوان، وهي خبيرة في السلام والأمن ومناصرة لقضايا الشباب، خلال اللقاء ذاته، إلى التعهد بإنهاء التكلفة البشرية للحرب على النساء والفتيات وجميع الأجيال القادمة.

كما دعت رؤيا محبوب، الرئيسة التنفيذية لصندوق المواطن الرقمي والمؤسسة المشاركة لفريق (الحالمات الأفغانيات)، إلى سد الفجوة الرقمية التي تحرم ملايين الفتيات من الفرص، مؤكدة أن حرمانهن من التعليم والتكنولوجيا يعني خسارة ابتكارات كان يمكن أن تغير العالم.