story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

في الذكرى الأولى لزلزال الحوز.. احتقان متزايد بالمناطق المتضررة 

ص ص

ها قد مر عام على زلزال لم يبقي ولم يذر،  زلزال في مروره لم يكن رحيما، أتى على كل منزل أو بناية مر بها، وإلى اليوم مازال أغلب المتضررين من زلزال الحوز يعيشون رفقة عائلتهم داخل خيام بالكاد تقيهم قر الشتاء وحر الصيف، ما دفعهم للخروج والاحتجاج مع اقتراب الذكرى الأولى للزلزال، و قد بادرت الحكومة المغربية على إثر ذلك بإطلاق برنامج لإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة، حيث تم إحصاء 59,438 بناية متضررة وصرف 1.4 مليار درهم لفائدة حوالي 57 ألف مستفيدا، لكن هذا التقدم لم يكن كافياً لتهدئة مخاوف الساكنة التي لا تزال تعاني من تباطؤ في عملية البناء وتأخر في صرف الدفعات المالية المخصصة.

وضع دفع سكان هذه المناطق للخروج والاحتجاج، والمطالبة بتسريع وثيرة البناء وإعادة الاعمار، حيث مازالت أغلب الأسر لم تستفد من خطة إعادة إعمار المنازل، وتعاني أيضا من تأخر صرف الدعم المخصص لهم لما يزيد عن ثلاثة أشهر بالإضافة لغلاء مواد البناء بالمناطق المتضررة ونقص اليد العاملة.

وعبّر الائتلاف المدني من أجل الجبل، عن قلقه بخصوص التطورات الأخيرة التي تعرفها المناطق الجبلية من جراء تصاعد موجة الاحتجاجات على الأوضاع المزرية التي تعيشها الساكنة، حيث عرفت مجموعة من الجماعات التابعة لإقليم الحوز احتجاجات ومسيرات منددة بالوضع المزري، وعرفت هذه الاحتجاجات مضايقات من طرف السلطات المعنية للمحتجين, لوقف هذا الاحتقان المتصاعد مع اقتراب الذكرى الأولى للزلزال.

وندد الائتلاف بالاعتقالات التي طالت مؤخرا عددا من نساء دوار اللانمز غني جماعة إجوكاك قيادة ثلاث نيعقوب إقليم الحوز، على خلفية الاحتجاجات السلمية التي عرفتها المنطقة، وفي هذا السياق قال منسق اللائتلاف محمد الديش إن على الحكومة إعادة النظر في إحصاء المتضررين خصوصا الذين تركوا منازلهم قبل الزلزال وذهبوا مع أولادهم للمدن القريبة من أجل متابعة دراستهم وبالتالي حرموا من دعم إعادة الإعمار بدعوى أن المنازل غير مستغلة.

وأشار الديش إلى أن المبالغ التي كانت محددة للمتضررين والمتمثلة في 140 ألف درهم للمنازل المتضررة بشكل كلي و80ألف درهم للمتضررة بشكل جزئي، لم يتم صرفها وفق هذه المنهجية بل تم إعطاء 80 ألف درهم في الحالتين، بالإضافة إلى أنها تصرف على دفعات متمثلة في 20 ألف درهم لبناء أرضية المنزل كدفعة أولى، وهو مبلغ اعتبره محمد غير كاف لبناء دعائم البيت.

ونبه منسق الإئتلاف، إلى البطء الشديد الذي يرافق عملية إعادة الإعمار والتأهيل، مشيرا إلى أن العديد من المتضررين مازالوا يعيشون في الخيام، ومسجلا أن صرف الدعم فيه إشكال، خاصة وأن مدة صرف الدعم والتي قررتها الحكومة في سنة، شارفت على الانتهاء وما زالت عملية إعادة تأهيل مباني المتضررين لم تتم إلى حدود الآن، كما أن التراخيص التي أعطيت لإعادة البناء قليلة جدا في المناطق.

وأشار الديش أيضا إلى المساحة الممنوحة لكل أسرة المتمثلة في 50 إلى 70 متر مربع لا تحترم نمط العيش في هذه المنطقة حسب المنسق، و لا تحترم أيضا الخصوصية الثقافية والاجتماعية لهذه المنطقة، خصوصا أنها تسير وفق ما يعرف بالأسر الممتدة على الأغلب، و أيضا لا توافق الخصوصية الفلاحية والاقتصادية للمنطقة التي غالبا ما يستعمل أهلها جزئا من المنزل في التخزين وجزئا آخر كحضائر لدوابهم ودواجنهم.

وأكد منسق الائتلاف على ضرورة إسراع الدولة في بناء وتحسين البنية التحتية من الطرق والمستشفيات والمدارس ومياه الشرب وتحسين خدماتها وتجويدها أو إعادتها كسابق عهدها على الأقل، وشدد على أن تكون هذه الخطوة هي الهدف المنشود في القريب العاجل، حتى تسهل على المواطنين عملية الاستقرار وإكمال البناء وتوصيل مواد البناء بأثمنة معقولة وبوثيرة سريعة، قبل حلول فصل شتاء آخر.