فوز معنوي
اجتمعت كثير من الظروف أمس في ملعب أدرار بأݣادير حتى يحقق الفريق الوطني انتصارا عريضا على منتخب الكونغو برازافيل ويحتل صدارة مجموعته بتفوق بعد جمعه لتسع نقاط مع حصيلة مهمة في مجموع الأهداف.
أولا، كان الناخب الوطني وليد الرݣراݣي أمام تحدي محو الصورة السيئة التي تركها لاعبوه خلال مباراة الجمعة الماضية أمام زامبيا، ومواجهة خطر الإقالة إذا ما تم تقديم عرض آخر سيء أمام الكونغو برازافيل، والذي كان من الممكن أن يفجر الوضع في محيط النخبة الوطنية ويذهب باستقرارها.. لذلك شاهدنا الكثير من التغييرات على مستوى التشكيلة وفي المراكز وطريقة اللعب أيضا، مما زادت معه الفعالية الهجومية وتمكن على إثرها الفريق الوطني من تسجيل ستة أهداف كاملة مع سيطرة بالطول والعرض على جل أطوار المباراة.
ثانيا، واجهنا وللأمانة خصما ضعيفا تقنيا، ومثقلا بمشاكله التنظيمية الداخلية، وبدا لاعبوه في كثير من الفترات يتفرجون على العمليات الهجومية للفريق الوطني دون أي رد فعل بالنظر للفوارق الكبيرة في قيمة اللاعبين وفي الإمكانيات البشرية والمادية وفي التمرس على مجابهة الخصوم من عيار ثقيل في القارة الإفريقية.
ثالثا، ساهمت الأهداف المبكرة في الشوط الأول في إتاحة الفرصة لوليد الرݣراݣي في الشوط الثاني للقيام بالعديد من التغييرات وإشراك العناصر الإحتياطية في الربع ساعة الأولى بعد انطلاق الشوط الثاني، والتي ساعدها مخزونها البدني على زيادة الضغط على الخصم الكونغولي المنهك بدنيا والمنهار نفسيا جراء تلقيه الأهداف في بداية المباراة.
عموما فرغم أنه فوز على خصم “على قد الحال”، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبره معيارا لقوة الفريق الوطني وقدرته على الإطاحة بالمنتخبات الإفريقية الكبيرة، إلا أنه فوز معنوي هام للعناصر الوطنية، سيعيد الكثير من الثقة لوليد الرݣراݣي ولطاقمه التقني، من أجل مواصلة العمل بضغط أقل والقيام بما يلزم بهدف إعداد فريق وطني بهوية مختلفة على التي حققت إنجاز مونديال قطر، وهضم ميكانيزمات اللعب الهجومي الجديد، وانسجام العناصر الوافدة الجديدة مع العناصر الأخرى القديمة.
مباراة الكونغو برازافيل كانت مناسبة أيضا لنرى عناصر شابة تلعب دقائق أكثر وتظهر إمكانياتها المهارية الهائلة، واستعدادها للمساهمة بدورها في جل المباريات.. وأخص بالذكر الموهوب إلياس أخوماش في الرواق الأيمن للهجوم، وشادي رياض في متوسط الدفاع.. كلاهما أثبتا أمس أن لديهما كل المقومات ليلعبا كأساسيين في تشكيلة الفريق الوطني.. بالإضافة إلى العناصر الأخرى التي نعرفها كسفيان رحيمي وأيوب الكعبي وإلياس بن الصغير.
الطريق لازال طويلا أمام الناخب الوطني وليد الرݣراݣي من أجل التوفر على منتخب قوي ومنسجم، وقادر على التفوق البدني والمهاري على منافسينا الحقيقيين من المنتخبات الإفريقية الكلاسيكية التي يعرف الجميع أن قوتها تضاهي قوة منتخب الكونغو برازافيل الذي واجهناه أمس، عشرات المرات، ولا يمكن أن تسمح لك ولو بربع الفرص التي أتيحت لعناصرنا الوطنية في مباراة أمس.
هو فوز معنوي يجب على وليد الرݣراݣي أن يأخذ منه الخلاصات المفيدة وينساه.. فالقادم يتطلب الكثير من العمل والصبر على الإنتقادات والشجاعة في اتخاذ القرارات التي هي في صالح الفريق الوطني ولا أحد غيره.