story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

فوربس: تفاقم الأعمال العدائية ضد المغرب في الصحراء يؤثر على اقتصاد البلاد

ص ص

نبيل حانة ـ صوت المغرب

قالت مجلة ”فوربس” إن تصاعد الأعمال العدائية التي تشنها جبهة البوليساريو الانفصالية مؤخرا في الصحراء المغربية تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني.

وكشفت ”فوربس” في مقال للصحفي ”فرير بريدا” الخبير في الاقتصاد الطاقي، أن حدة الأعمال العدائية ضد المغرب تصاعدت منذ أواخر السنة الماضية، خصوصا بعد زيارة ”جوشوا هاريس” الأخيرة للمنطقة، والتي تسببت في شعور الجبهة الانفصالية بالإحباط والاستياء “لأنهم يرون أنه تم استبعادهم من معادلة إيجاد حل للقضية”، و”أن الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي ينظران إلى القضية الصحراوية على أنها قضية منتهية ومحسومة لصالح المغرب”.

ويشرح ”بريدا” في مقاله كيف عمدت ”جبهة البوليساريو” إلى لفت الانتباه إليها مؤخرا، عبر تنفيذ عمليات مناوِشة هجومية استفزازية متفرقة، أملا في مضايقة الوحدات العسكرية المغربية المرابطة على طول الجدار الأمني المنتشر بحدود المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، بدون مواجهتها أو الدخول في حرب شاملة مباشرة معها، وهو الأمر الذي يراه ”بريدا’‘، قد يستنزف و”يشكل خطرا على الاقتصاد المغربي المتربط بالاقتصاد الأوروبي”.

ونقلت ”فوربس” أن الوحدات المسلحة المتنقلة التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية استمرت في عمليات إطلاق صواريخ باتجاه بعض المناطق الجنوبية من المملكة، وقد تركزت بعض هجماتها الأخيرة على بعض المواقع في كل من المحبس والسمارة، وهي مناطق تقع داخل ما يصنف بمجال “المثلث النافع” الواقع شمال الصحراء المغربية، وقد كشفت بعض الصور المنشورة أن ”جبهة البوليساريو” تستخدم في هجومها على المغرب مدفعية ذاتية الدفع، قديمة الطراز تعود للحقبة السوفيتية.

المثلث النافع

يطلق اسم “المثلث النافع” على المنطقة الأكثر كثافة سكانية في الأقاليم الجنوبية، والتي تتميز بانتشار الصناعات الإنتاجية، وتعرف هذه المنطقة بكونها غنية بمعادن مثل الفوسفات والحديد بالإضافة إلى الثروات السمكية، كما يعمل المغرب على تطوير مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنفس المنطقة.

ويأتي الرد من طرف القوات المسلحة الملكية على هذه المناوشات، حسب نفس الكاتب، من خلال رصد واستهداف عناصر الميليشيات الصحراوية الذين يتم التأكد من اختراقهم للمناطق الجنوبية العازلة عبر قصفهم بالطائرات المسيرة، حيث قتل العديد منهم خلال السنة الماضية فيما تدعّي البوليساريو أنهم كانوا مجرد مدنيين منقبين عن الذهب عابرين للمنطقة.

وقد وثقت الصحيفة على لسان أحد المسؤولين الانفصالين، بأن الوحدات العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية تتسلل بالفعل عبر ممرات داخل المنطقة العازلة المحرمة دوليا رفقة بعض المدنيين المشبوهين من خلال قوله: “في هذا الجزء من الصحراء الكبرى، لا توجد حدود فعلية، إنها أرض مفتوحة” وأضاف: “صحيح أن الوحدات العسكرية الصحراوية تتحرك في هذه المنطقة، ولكن هناك أيضا مدنيون يسافرون أو ينقلون البضائع ”.

رد حازم

يبدو أن المغرب حازم على ردع جميع أنواع التحركات داخل المنطقة العازلة، وذلك من خلال الرصد المستمر لأي تحركات مشبوهة، وقصف أي متسلل غير قانوني بالطائرات المسيرة. ويرى ”بريدا” أنه يمكن لهذا التصعيد العسكري في الصحراء المغربية أن يسبب آثارا اقتصادية سيئة على مدى واسع، خصوصا باستهداف منطقة “المثلث النافع”.

وكما هو معلوم، يستثمر المغرب في إنشاء محطات ضخمة للطاقة المتجددة في المنطقة، تختص في مشاريع كبرى لطاقة الشمس والرياح من أجل تصديرها صوب أوروبا، وترتبط الشبكات المغربية الكهربائية بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، لتصل إلى جزء كبير من دول الاتحاد الأوروبي.

ويضيف ”بريدا” أنه يمكن لهذه المناوشات أن تشكّل تهديدا لمواقع الشركات الأجنبية التي تعمل في الصحراء المغربية، حيث تشارك الشركتان الأوروبيتان ” سيمنس” و “إينلز” في أعمال شركة ”ناريفا” المغربية للطاقة، من خلال تركيب وصيانة المروحيات الهوائية الضخمة الخاصة بمشروعها.

ويوضح ”بريدا” أنه في سنة 2018، تراجعت شركة ”ميرسك” للحمولات الدولية عن شحن الفوسفات من أراضي الأقاليم الجنوبية، ثم في سنة 2020، أعلنت شركة معدات التعدين السويدية ”إيبيروك” أنها ستتوقف عن التعامل مع منجم بوكراع للفوسفات.

لماذا الأعمال التخريبية الآن؟

ذكرت ”فوربس” أن المغرب يعتبر الأقاليم الصحراوية جزء لا يتجزأ من أراضيه السيادية منذ زمن بعيد، على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعترفا بسيادته على الإقليم إلا منذ سنة 2020.

كما كشفت أنه مع بداية سنة 2024، شنت جبهة البوليساريو هجمات صاروخية على مناطق متفرقة من الجدار الأمني المغربي الذي يبلغ طوله 2700 كلم. وتعتبر هذه الاشتباكات هي الأولى من نوعها منذ نونبر 2020، والتي تعتبر الأولى من نوعها بعد قرار وقف إطلاق بين المغرب و”البوليساريو” لسنة 1991.

ويعود أصل هذه التطورات إلى أواخر سنة 2020، حين قامت عناصر انفصالية بقطع الطريق البري الحيوي في جنوب المملكة والذي يربط شمال القارة بجنوبها. وأشار مقال ”فوربس” إلى هذا التدخل بالقول إن الإدارة الأمريكية دعمت المغرب لاجتياز خط وقف إطلاق النار عند الحدود آنذاك، من أجل تأمين المنطقة المتاخمة للساحل الموريتاني، وقد أسفرت هذه الخطوة عن إلغاء اتفاقية إطلاق النار من الجانب الصحراوي، مما أدى إلى انطلاق بعض المناوشات العسكرية الصغيرة الحدة على طول الجدار الأمني المغربي.

ويرى ”بريدا” أن الخطر الرئيسي يتمثل في أن الجيل الجديد من الصحراويين الانفصاليين يئس بعد مرور أكثر من 30 عامًا من السلام، إذ لا يتقبلون فكرة العيش في مخيمات منكوبة بالفقر داخل الحدود الجزائرية، وقد اختار الكثير منهم الهجرة بعيدا، ورفض العديد منهم العودة للعيش في المغرب، بينما يؤمن آخرون بأن خيارهم الوحيد هو استئناف الأعمال التخريبية ضد المغرب.