فراولة المغرب تفقد ثقة الإسبان في محلاتهم التجارية
ما تزال تداعيات الفراولة المغربية التي تقول الجارة الشمالية إنها “تحتوي مواد سامة”، متواصلة، إذ نقلت وسائل إعلام إسبانية أن المحلات التجارية الإسبانية سارعت إلى نشر ملصقات على الفاكهة تؤكد “أن أصلها ليس من المغرب” وذلك في محاولة لوقف تراجع المبيعات.
ونقلت ذات التقارير الصحافية الإسبانية إن “الكشف عن وجود مواد تؤدي سامة تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في دفعتين من الفراولة القادمة من المغرب” خلف موجة من “عدم الثقة” بين المستهلكين لاحظها التجار الإسبان منذ أسابيع.
وأشارت ذات المصادر إن محلات بيع الفواكه سارت إلى تعليق ملصقات تحمل منشأ فاكهة المغاربة لتؤكد أنها “ليست قادمة من المغرب” وذلك في محاولة لوقف تراجع المبيعات، وقالت إن “العديد من الشركات قامت بتعليق العديد من الملصقات التي تحاول من خلالها تبديد أي شك حول أصل الفراولة”.
وتابعت أن الملصقات تحمل عبارة “الفراولة التي تباع لدينا، منتوج إسباني الأصل 100 بالمئة” وتقول الصحف إنه هذه “العلامة تعد الأكثر تكرارًا في محلات البيع تعلقها على المنضدات وعلى الرفوف حيث توجد الفاكهة وحتى على النوافذ”.
وأضافت ذات المصادر أنه “على الرغم من هذه الملصقات التي لا تعد ولا تحصى، فإن المستهلكين يشعرون بعدم الارتياح ويستمرون في التساؤل عن أصل الفاكهة ما يعني فقدانهم للثقة في محلات البيع نفسها”.
ونقلت الصحف الإسبانية تصريحات لإحدى العاملات بهذه المحلات والتي أكدت أن المستهلكين الإسبان “بسبب جدل الفراولة القادمة من المغرب” صاروا أكثر “حذرا من أصل جميع الفواكه التي يستهلكونها “خاصة حينما تكون أسعارها منخفضة فإن ذلك يدعوهم للتشكيك في جودة الفاكهة وأصلها”.
وتابعت المتحدصة ذاتها أن “هذا الحذر المتزايد يصب أساسا تجاه المنتوجات الفلاحية القادمة من المغرب” وقالت إن “العملاء الإسبان يقولون إنهم لا يريدون أي شيء من المغرب”.
جدل أراده المزارعون
وتفجر الجدل بشأن سلامة الفراولة المغربية بإيعاز من المزارعين الإسبان الذين يوجهون منذ أسابيع في خضم “ثورتهم” أصابع الاتهام إلى المنتوجات الفلاحية المغربية.
ويتخذ المزارعون الإسبان المحتجين منذ أسابيع من “تكرار” وجود مواد محظورة بخضر المغرب وفواكه ذريعة أخرى من أجل الحث على فرض قيود على دخول الشاحنات المغربية إلى بلادهم وعبرها إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي.
وفي خضم هذا الحراك الذي تشهده إسبانيا في أوساط مزارعيها، انتعش خطاب الفلاحين المعادين لدول الجنوب بما في ذلك المغرب، مدفوعين بخطاب اليمين المتطرف.
وبدأت قصة الفراولة المغربية، حينما قالت جمعية المزارعين في فالينسيا الإسبانية إن “الفراولة القادمة من المغرب تحتوي على مواد سامة تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ”، موجهة بناء على ذلك إنذارا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، بينما طالبت حكومة بلادعم “باتخاذ إجراءات عاجلة” في هذا الصدد.
وهي “المزاعم” التي أكدتها فيما بعد المفوضية الأوروبية التي قالت إنه قد تم اكتشاف مواد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “أ” بالفراولة القادمة من المغرب، وأكدت بالمقابل أنها لم تصل بعد إلى موائد المستهلكين.
ولكن الجانب المغربي نفى هذه المزاعم، إذ كان المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية “أونسا” أكد بعد تحقيق له في الموضوع خلو الدفعة من الفراولة مثار الجدل من أي من هذه المواد السامة.