فاكهة التوت المغربي تكتسح دول الشرق الأوسط
كشف تقرير حديث لمنصة East Fruit المتخصصة في المبادلات التجارية الفلاحية عن رفع المغرب لصادراته من فاكهة التوت إلى دول الشرق الأوسط بثمانية أضعاف منذ أربعة مواسم فلاحية.
وحسب التقرير، سجل المغرب رقما قياسيا جديدا بتسليمه 127 طنا من شحنات فاكهة التوت إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال الأربعة أشهر الأولى من هذه السنة، على الرغم من أن فترة التوريد الرئيسية لم تبدأ بعد (يرتفع عدد الشحنات في شهر نونبر، وتصل إلى ذروتها بين شهري يناير ومارس، وتتراجع بحلول شهر ماي).
ووفق المعطيات ذاتها، فإن صادرات المغرب من هذه الفاكهة تجاوزت ما كانت عليه قبل أربع سنوات بـ 64 بالمائة.
الإمارات تتصدر القائمة
وتصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة أكبر مستوردي فاكهة التوت المغربي في دول الشرق الأوسط، حيث تلقت ما يزيد عن نصف حجم صادرات المغرب من هذه الفاكهة خلال موسم2022/2023.
ورفع المغرب كذلك من صادراته إلى المملكة العربية السعودية من هذه الفاكهة، حيث تضاعفت بـ60 مرة مقارنة مع سنة 2018، في حين تم شحن كميات أقل من هذه الفاكهة إلى الكويت، والبحرين، والأردن، وعمان.
غير أن المغرب ليس الفاعل الوحيد في هذا السوق بالخليج، حيث تواجهه منافسة شرسة في مجال تصدير هذه الفاكهة من هولندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا والبيرو وتشيلي.
أزمة الماء بالمغرب
إلى جانب المنافسة الدولية، فإن تصدير التوت المغربي تواجهه تحديات داخلية، مرتبطة بنقص المياه الذي يواجه منتجيه في مناطق متعددة بالبلاد.
منصة East Fruit كانت قد سجلت في تقرير سابق، تخوف الشركات الأجنبية المنتجة لفاكهة التوت بالمغرب من نقص المياه، فحسب ما نقله التقرير عن مدير مبيعات الشركة الفرنسية Sun Corps جيرمان بيريز، “تحتاج فاكهة التوت الأزرق إلى سقي مياه ثابت وكاف طوال موسم نموه، لذا فإن تدبير المياه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة مثل المغرب يشكل تحديا”.
المخاوف تجد تأكيدا لها في التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير التجهيز والماء نزار بركة، والتي وقف فيها عند ضعف التساقطات المطرية خلال السنوات الفارطة بشكل أثر على حقينة السدود، التي لم تتجاوز نسبة ملئها الـ519 مليون متر مكعب، مسجلة بذلك تراجعا بنسبة الثلثين.
وفي نفس السياق، قال بركة إن البلاد قد دخلت في “وضعية مائية خطِرة” بسبب أزمة الجفاف التي تعرفها المملكة خلال السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن المملكة تتجه نحو سنة أخرى من الجفاف.