story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

فاس وفالينسيا والمونديال

ص ص

عودة الحديث في إسبانيا عن الملاعب التي ستحتضن كأس العالم 2030، وما يروج في الأيام الأخيرة عن إمكانية إدراج مدينة فالينسيا وملعبها “ميستايا الجديد” في قائمة المدن المعينة لاستقبال المنافسات، وعزم الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن تقليص عدد الملاعب المعتمدة سابقا، بحذف مدن فاس المغربية ومالقا ولاكورونيا الإسبانيتين، هو حديث يخفي أجندة سياسية تستغل ملف المونديال لأغراض أخرى.

موضوع العودة إلى إدراج مدينة فالينسيا، بدأ عندما زار رئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم الجديد رافاييل لوزان، ورش ملعب ميستايا الجديد الذي كان متوقفا منذ سنة 2007 بسبب مشاكل إدارية ومالية، وأطلق هناك تصريحات أكد فيها أنه يتفاوض مع الجهات المعنية بمونديال 2030 من أجل أن يكون الملعب ضمن قائمة الملاعب التي ستحتضن المباريات، مفسرا ذلك بكون أن المدينة الثالثة في إسبانيا من حيث القيمة الإقتصادية والسياحية وعدد السكان، لا يمكن أن تبقى خارج حدث كوني هام مثل كأس العالم.

الأمر كان سيبدو عاديا جدا لو أن مسؤولا عن مؤسسة رياضية يدافع عن احتضان مدينة كبيرة لمنافسة تحظى بمتابعة العالم، ولكن النبش في هوية من يكون رافاييل لوزان، يفضي إلى أنه ينتمي سياسيا للحزب الشعبي الإسباني، ويقطن في فالينسيا، ويشترك مع عمدتها روسا كاتالا، ورئيس حكومة الجهة كارلوس ماسون في الإنتماء إلى الحزب الشعبي الإسباني الذي تراجعت أسهمه بشكل كبير وتهاوت سمعته بعد تدبيره السيء لكارثة الفيضانات التي ضربت الإقليم قبل أشهر.

الواضح من تحركات رئيس الجامعة الإسبانية الجديد، ومن تصريحاته حول إمكانية إدارج مدينة فالينسيا في المدن التي ستحتضن المونديال، أن الأمر يتعلق فقط بمحاولة سياسية للحزب الشعبي فيها من أجل إعادة بعض ثقة السكان الناقمين على أدائه الكارثي، وتصحيح ما يعتبره الكثيرون في إسبانيا خطأً فادحا للحزب الحاكم هناك في عدم إقناع لجنة الترشيح للمونديال بضم عاصمة جهة معروفة بازدهارها الإقتصادي والسياحي، وإيهام السكان أنهم يضغطون على الفيفا من أجل القيام بتعديلات في الملاعب المقررة.

الغريب في الموضوع، هو أن من يتحدثون عن إضافة مدينة جديدة وحذف مدن أخرى من لائحة استضافة المونديال، يعتقدون أن الأمر يتعلق ب”قصارة” كبيرة سيتم تغيير مكان احتضانها بسهولة، وليس بملف اشتركت فيه ثلاثة بلدان وأعدت تفاصيله بعد اجتماعات ماراطونية، ومفاوضات مضنية لاختيار المدن والملاعب وتوزيعها بينهم وتقديم الملف إلى الفيفا التي أرسلت على مدى أسابيع لجان تفتيشها إلى المدن المرشحة، وأعدت تقارير تقييمية على “الشادة والفادة” فيها ودونت فيها ملاحظاتها الدقيقة، وصادق عليها المجلس التنفيذي للإتحاد الدولي رسميا وانتهى كل شيء.

ملف المدن المقررة لاحتضان مونديال 2030، تم إغلاقه، والبلدان الثلاثة التي ستشترك في تنظيمه قد مرت إلى الأوراش الإستعدادية فيها، والتفاوض على احتضان المباريات المهمة.. أما ما يثار حاليا من إمكانية العودة إلى نقطة الصفر في ملف التنظيم، هي فرقعات إعلامية مصدرها أجندات سياسية، ستنكشف أكاذيبها سريعا.