غياب المعلومة والوسطاء يرفعان أسعار الخضر والفواكه
اعتبر مجلس المنافسة أن مشكل عدم شفافية وتناسق المعلومات حول الوفرة والأسعار يؤدي بشكل كبير إلى التأثير في عملية تحديد الأسعار، مبرزا أن الوسطاء هم المستفيد الأكبر من هذا النوع من عدم اليقين من خلال الرفع من نسبة أرباحهم.
وأوضح المجلس في رأيه حول وضعية المنافسة في أسواق الخضر والفواكه، أن عملية تحديد أسعار الخضر والفواكه لا تعتمد فقط على ظروف العرض والطلب المحلين فحسب، بل تعتمد قبل كل شيء على ظروف العرض والطلب في أسواق الجملة في المناطق الحضرية، وهو ما يفرض على المنتجين تكاليف إضافية مرتبطة بالبحث عن المعلومات المتعلقة بالأسعار المناسبة. مشيرا إلى أن هذا الوضع يبرر وجود وسطاء مسؤولين عن إدارة هذا النوع من عدم اليقين، وهو ما يترجم إلى هامش ربح إضافي.
وأضاف التقرير أن الوسطاء لديهم معلومات أفضل عن أوضاع السوق بسبب تنقلاتهم بين مناطق الإنتاج المختلفة وأسواق الجملة، فضلاً عن شبكة معارفهم. مضيفا أن هذا التباين في المعلومات يمنح للوسطاء حافزًا قويًا للاستفادة منها، خاصة وأن صغار المزارعين ومتوسطي الحجم لديهم مجال أقل للمناورة بسبب قابلية منتجاتهم للتلف، ما يجعل جودة المنتجات غير مستقرة بمرور الوقت ويؤدي إلى انخفاض قيمتها.
وأبرز ذات المصدر أنه في حال نقص المعلومات، يميل تجار الجملة والوسطاء إلى تحديد هوامش ربح عالية لحماية أنفسهم من خطر الخسارة. ونتيجة لذلك، يحصل المنتجون عى أسعار منخفضة بينما يشتري المستهلكون بأسعار مرتفعة.
أما بخصوص تجار التقسيط، فقد أردف التقرير أنهم على عكس تجار الجملة، فإنهم يبقون على اتصال مباشر مع المستهلكين، وعلى الرغم من أنهم يخضعون للأسعار التي يفرضها الوسطاء، إلا أن موقعهم يمنحهم معلومات عن أسعار المنتجات المتاحة وعن ظروف السوق في بيئتهم المباشرة، مما يمكنهم من تعديل أسعارهم بناء على اتجاهات السوق بهدف زيادة مبيعاتهم وأرباحهم.
في هذا السياق دعا مجلس المنافسة إلى اعتماد الحلول الذكية لأسواق الخضر والفواكه كخطوة لمواجهة مشكل عدم التناسق في المعلومات بالإضافة إلى التحدي المتمثل في الحد من خسائر جودة المنتج مع ضمان إمكانية التتبع وسلامة الأغذية.
وأوضح المجلس أنه في البلدان التي شملها التحليل المقارن قامت بتنفيذ مشاريع مبتكرة تجمع بن التقنيات المتطورة مثل تحليل البيانات الضخمة والتطبيقات المختلفة بهدف ضمان جودة وسلامة من خلال تتبع الفاكهة في جميع مراحل ما بعد الجني والنقل والتوزيع، وذلك باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين الأداء اللوجستي وتعزيز الاستجابة في جميع مراحل سلسلة الإمداد.
وأشار التقرير إلى أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه نظم المعلومات يتمثل في تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال التنسيق الفعال لتبادل المعلومات بن الموردين وقطاعات التوزيع، بما يتماشى مع احتياجات المستهلكين.
أما فيما يتعلق بإمكانية التتبع، أضاف التقرير أنه أصبح من الواضح أن المعلومات الأساسية مثل تواريخ الصلاحية لم تعد كافية للمستهلكين، الذين يطالبون بمؤشرات أكثر دقة، من خلال توفير معلومات مفصلة عن حالة الأغذية وجودتها، ما يلبي حاجة المستهلك المتزايدة لتتبع الأغذية وسلامتها.