غوران إيريكسن..عراب الإنتصارات الذي هزمه المرض الخبيث
أعلن يوم الإثنين 26 غشت 2024 في السويد عن وفاة أحد أبرز المدربين في كرة القدم العالمية، ويتعلق الأمر بسفين غوران إيريكسون، عن سن يناهز 76 سنة، بعد معاناته مع مرض سرطان البنكرياس.
الراحل إيريكسون الذي قال وكيل أعماله، بو غوستافسون، إنه “توفي بسلام هذا الصباح وسط أفراد عائلته في منزله”، خلّد اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية بالعديد من الأرقام الخاصة والاستثنائية، ونجح عبر محطات عدة في التفوق بالعديد من الصراعات الخاصة في مسيرته.
ويكفي إريكسون أنه نجح في كتابة التاريخ مع العديد من الفرق المتوسطة التي دربها وحقق معها إنجازات هائلة لم تكن في حسابات تلك الأندية حين قادها.
وسنستحضر في هذا البورتريه أبرز المحطات الخاصة في حياة إريكسون، وأهم إنجازاته التي جعلت منه واحدا من أساطير مهنة التدريب في العالم.
بداية مبكرة في التدريب
وُلد سفين غوران إيريكسون في الخامس من فبراير من سنة 1948 بمدينة سون السويدية، داخل عائلة متوسطة الحال، لأب كان يعمل سائق حافلة بينما كانت والدته تعمل في متجر للنسيج، تولى مهنة التدريب مبكرا بعد مشوار قصير كلاعب، حيث أشرف سنة 1979 على تدريب فريق غوتيبورغ السويدي وكانت مفاجأة مدوية للاعبين الذين لم يكونوا قد سمعوا عنه شيئاً قبلها.
قاد إريكسون هذا الفريق المغمور لصناعة المجد حيث حقق معهم لأول مرة في تاريخ النادي لقب كأس السويد بالإضافة إلى وصافة الدوري.
وكان إريكسون في 1982 هو مفتاح أول تتويج أوروبي في تاريخ أندية السويد حين قاد غوتيبورغ للقب كأس الاتحاد الأوروبي على حساب هامبورغ الألماني بنتيجة 4-0 في مجموع مباراتي النهائي.
تجربة بنفيكا
حافظ إريكسون خلال تجربته مع بنفيكا البرتغالي على نجاحاته الأوروبية وهو ما ساهم في التسريع بصناعة اسمه العالمي ودخول عالم دوريات أوروبا الكبرى.
ونجح إريكسون مع بنفيكا في التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 1990 ضد ميلان الإيطالي وقبلها في مستهل المشوار حقق وصافة كأس الاتحاد الأوروبي.
وخسر بنفيكا مع المدرب السويدي الراحل، نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد أندرلخت البلجيكي بنتيجة 1-2، بينما أمام ميلان في 23 ماي 1990، سجل فرانك ريكارد هدف تتويج “الروسونيري” بدوري الأبطال قبل 22 دقيقة من النهاية.
يشار إلى أن تجربة إريكسون مع بنفيكا استمرت لفترتين، الأولى من 1982 إلى 1984 والثانية ما بين 1989 و1992.
المجد الإيطالي
يمكن القول إن أسطورة إريكسون الحقيقية قد صنعت بالإنجازات العديدة التي حققها في الدوري الإيطالي والتي كانت الأبرز في مشواره.
وكانت البداية في عقد الثمانينيات حين حقق كأس إيطاليا مع روما في 1986 ثم كرر ذات الإنجاز رفقة سامبدوريا عام 1994.
خلال تجربة لاتسيو، فاز إريكسون بلقب الدوري الإيطالي الأول في تاريخ النادي والأخير حتى الآن، وذلك في عام 2000، وحقق كأس إيطاليا مرتين والسوبر في مثلهما.
وودع إريكسون الألقاب الأوروبية بالتتويج مع فريق العاصمة بآخر نسخ كأس الكؤوس الأوروبية في 1999 على حساب ريال مايوركا الإسباني بنتيجة 2-1 وتوج بالسوبر الأوروبي ضد مانشستر يونايتد في نفس السنة.
علما بأنه خلال موسم 1997-1998، سقط لاتسيو أمام إنتر ميلان في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بثلاثية نظيفة في النهائي.
مدرب أجنبي لإنجلترا
تولى إريكسون قيادة الجيل الذهبي لمنتخب إنجلترا ما بين عامي 2001 و2006 حيث قاد “الأسود الثلاثة” لربع نهائي نسختي كأس العالم 2002 و2006، فضلا عن يورو 2004.
إريكسون، الذي أصبح أول مدرب غير إنجليزي يتولى تدريب منتخب “الأسود الثلاثة” قاده للفوز التاريخي الساحق 5-1 على ألمانيا في ميونخ بتصفيات مونديال 2002، والذي كان أول لقاء تصفيات تخسره الماكينات في تاريخها.
إنجاز نادر
رغم عدم تحقيق إريكسون لأي لقب مع مانشستر سيتي خلال قيادته الفريق في موسم 2007-2008، إلا أنه لم ينس كتابة التاريخ مع الفريق السماوي.
وقاد إريكسون مان سيتي للفوز على مانشستر يونايتد 1-0 و2-1 في الديربي مرتين في موسم 2007-2008 ليصبح وقتها المدرّب الأول منذ 1970، الذي يحقق هذا الإنجاز وجمع الفريق وقتها 55 نقطة كأعلى رصيد من النقط في تاريخ النادي بالبريميرليغ في تلك الفترة.
حلم تدريب ليفربول
تم الإعلان في يناير من العام 2024 عن تشخيص إصابة إريكسون بمرض سرطان البنكرياس الذي كان في مراحله الأخيرة وأنه لن يعيش لأكثر من عام وهو ما حدث بالفعل.
ورغم ذلك، فإن الشهور الأخيرة في حياة إريكسون، ورغم سقوطه في حربه ضد مرض السرطان شهدت تحقيقه لحلم قديم.
وانضم إريكسون للفريق التدريبي لفريق أساطير ليفربول في مباراة خيرية ضد نظرائهم من أجاكس أمستردام في مارس الماضي.
وعلق إريكسون على مشاركته في تلك المواجهة التي حسمها الريدز بالفوز 4-2: “إنها ذكرى للعمر، لقد كنت أبكي وأنا استمع لنشيد ليفربول قبل اللقاء”.
وجاء تولي إريكسون تدريب أساطير الريدز بعد حملة من جماهير النادي كانت تطالب بذلك كون السويدي الراحل عاشق منذ طفولته لليفربول، وهو الأمر الذي لم يعلن عنه إلا بعد إصابته بالمرض الخبيث.