story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

غرق طفلة وسط بالوعة ببركان يفضح “هشاشة البنية التحتية وضعف التدخلات”

ص ص

شهدت مدينة بركان، ليلة الخميس 6 مارس 2025، مأساة إنسانية بعد غرق الطفلة يسرى في بالوعة للصرف الصحي أثناء عودتها من دروس الدعم برفقة والدها، ورغم محاولات الإنقاذ، لم يتمكن المتطوعون من إنقاذها، بينما نجا والدها بصعوبة بعدما كاد أن يكون الضحية الثانية لهذه الفاجعة.

وقد بذل شباب المدينة وفرق الإنقاذ جهودًا مضنية في محاولة العثور على الطفلة الغريقة، غير أن النهاية كانت مأساوية بعدما تم العثور على جثتها وقد جرفتها المياه نحو وادي شراعة بعيدًا عن مكان الحادث، حيث أثارت الواقعة موجة غضب واسعة بين الساكنة، التي حملت المسؤولية للسلطات المحلية بسبب تردي البنية التحتية وضعف تدابير السلامة في المدينة.

وفي هذا الصدد، أكد رشيد زريوح، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع بركان، أن الفاجعة التي أودت بحياة الطفلة يسرى كان من الممكن تفاديها لو تم تنفيذ برامج حقيقية لحماية المدينة من مثل هذه الحوادث، بدل التركيز على مشاريع هدم المنازل وتوسيع الطرقات دون معالجة المشاكل الأساسية للبنية التحتية.

وأضاف زريوح في حديثه لصحيفة “صوت المغرب” أن هذه الحادثة تأتي في وقت تروج فيه السلطات المحلية لبركان باعتبارها “مدينة ذكية”، بينما “تفتقر” إلى أبسط المقومات التي تضمن سلامة المواطنين. مشددًا على ضرورة منح الأولوية لمشاريع الحماية والتأهيل الحضري لتفادي كوارث مماثلة في المستقبل.

وانتقد المتحدث ذاته، “ضعف تدخل عناصر الوقاية المدنية وغياب الوسائل المتطورة والمعدات الحديثة خلال عمليات البحث عن الطفلة”، مشيرا إلى أن “التدخل اقتصر على إمكانيات بسيطة لم ترقَ إلى مستوى البحث والإنقاذ الاحترافي”.

وأشار إلى “أن جهود الإنقاذ الحقيقية جاءت من طرف شباب مدينة بركان المتطوعين، الذين خاطروا بحياتهم ونزلوا إلى البالوعات وتتبعوا مجرى المياه بأدوات بدائية”، إلا أن قلة الإمكانيات حالت دون إنقاذ الطفلة.

وخلص الفاعل الحقوقي إلى أن هذه الفاجعة تشكل جرس إنذار حول ضرورة تحسين وسائل الإنقاذ والاستجابة السريعة لمثل هذه الحوادث، مؤكدًا أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كوارث أكثر خطورة في المستقبل.

وعثرت عناصر الوقاية المدنية بمدينة بركان، ليلة الخميس 06 مارس 2025، على جثة الطفلة التي سقطت في قناة للصرف الصحي رفقة والدها، وذلك بعدما غمرت مياه الأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة إحدى البالوعات المفتوحة.

وأفادت مصادر لصحيفة “صوت المغرب” أنه تم العثور على جثة الطفلة في واد شراعة، بعد ساعات من عمليات البحث المتواصلة، قبل أن يتم نقل جثمان الطفلة إلى المستشفى الإقليمي الدراق ببركان لوضع الجثة في مستودع الأموات بعد إخضاعها للفحص الطبي.

وأوضح مصدر لـصحيقة ”صوت المغرب” أن الحي يشهد أشغالًا لإعادة تهيئة المدينة، ما تسبب في وجود عدد من البالوعات المفتوحة في الشوارع، مما أدى إلى تدفق المياه بشكل كبير وسريع، الأمر الذي جعل من الصعب على الطفلة ووالدها الخروج من المجرى بمفردهما.

ووثقت مقاطع فيديو من موقع الحادث، ردود فعل ساكنة الحي، حيث أثارت الحادثة لديهم موجة من الحزن والغضب، إذ عبّر العديد منهم عن صدمتهم من الواقعة، “وطالبوا بتحسين البنية التحتية للمجاري المائية وتوفير إجراءات وقائية، بالإضافة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن الإهمال في إغلاق المجاري”

وفي منشور على “فايسبوك” عبر المجلس الجماعي لبركان في حسابه الرسمي عن “حزنه العميق” لوفاة يسرى، واصفًا الحادث بـ”المأساوي المؤلم”، ومعتبرًا رحيلها “خسارة فادحة لنا جميعاً”.

وقال رئيس المجلس، أصالة عن نفسه ونيابة عن الأعضاء والموظفين، إنه “يشاطر أسرتها الكريمة أحزانها”، لكن التعليقات التي رافقت المنشور كانت مليئة بالانتقادات اللاذعة للمجلس محملة إياه المسؤولية ومطالبة بمحاسبة المسؤولين.