story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“غبار الشرق”..خبير: نتيجة للتغيرات المناخية في المنطقة

ص ص

تعيش المنطقة الشرقية منذ أيام على وقع حالة جوية فريدة، تتمثل في تواصل تطاير الغبار بشكل متواصل، خاصة في مدينة وجدة والمناطق المجاورة ومناطق الجنوب الشرقي.

هذه الحالة الجوية أدخلت المدن والمناطق المجاورة لها في حالة من النقص الحاد في الرؤية إلى درجة انعدامها في بعض المحاور الطرقية، وهو الأمر الذي دفع بمصالح الجماعة في عاصمة الشرق مثلا، إلى تشغيل نظام الإنارة العمومية في النهار.

وبسبب الحالة الجوية الفريدة، التزمت ساكنة المنطقة منازلها خشية التعرض لمضاعفات الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، وبخاصة الفئات الهشة ككبار السن والأطفال الصغار.

وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد توقعت هذه الحالة في نشرت إنذارية طوال الأيام الماضية بما فيه الحالة التي عاشتها المنطقة اليوم الأحد، ويتقع أن ينفرج الوضع ابتداء من يوم غد الإثنين.

تأثير سلبي وإيجابي

عن أسباب هذه الحالة الجوية التي كانت تعرفها المنطقة في السنوات الماضية بشكل محدود، يقول الخبير الزراعي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، التابعة لجامعة محمد الأول، كمال أبركاني أن مشكل تطاير الغبار الذي لاحظناه في الأيام والأسابيع الماضية، راجع بالأساس إلى التغيرات المناخية التي تعيشها المنطقة، والتي تتجلى في تعرض المنطقة لرياح التصحر القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي، والتي كان مفعولها يتوقف في حدود المناطق الواقعة جنوب وجدة، غير أنها أضحت اليوم تصل مناطق وجدة والناظور ومناطق أخرى في الجهة الواقعة في الشمال الغربي.

وأوضح أبركاني في تصريح لـ”صوت المغرب”، أن الغطاء النباتي والمراعي التي كانت تتشكل في الجنوب الشرقي بفعل التساقطات المطرية لم تعد قائمة بفعل توالي سنوات الجفاف.

وأضاف أن نقص الأمطار ينضاف إليه أو كان له إنعكاس أيضا على رطوبة الجو، وهو ما ساعد أيضا الرياح التي هبت على حمل الغبار المتطاير في سماء مدن المنطقة الشرقية.

ومن المعلوم أيضا خلال شهري مارس وأبريل تعرف بالطبيعة هبوب رياح التلقح، وبالقدر الذي يمكن لهذه الرياح في ظل الظروف المناخية المشار إليها أن تكون لها إنعكاسات سلبية، فلها إيجابيات أيضا وفق الباحث المغربي، المتخصص في الزراعات المقاومة للجفاف.

فالتأثير السلبي الذي يمكن أن يحدث حسب نفس المصدر، هو تخفيف التركيب الضوئي بالنسبة للنباتات، وهو ما يؤثر على نموها مردودها، لكن ليس كل المزروعات تتأثر بذلك، إذ يمكن لهذا الغبار أن يكون لبعض المحاصيل كالبطاطس والدالية عنصر حماية من بعض الفطريات.

وعلى العموم، فإن التوقعات بنزول أمطار في الأيام القادمة ستعزز وفق ابركاني من حظوظ الزراعات الكبرى، وبخاصة الشمندر السكري والحبوب، التي تترقب الجني في الأشهر القادمة، كما من شأن هطولها في ظل الحرارة المرتفعة أن تعزز من نمو الغطاء النباتي كذلك.

وعلى إعتبار أن التوقعات تأتي في فترة إزهار الأشجار المثمرة، كاللوز و الزيتون، من شأنها أن تعزز الرطوبة المحفزة على الإزهار الجيد، شريطة أن تكون هذه الأشجار لم تعاني في الأصل من الإجهاد المائي.