عودة مجموعة من الشباب من مخيمات التعذيب في لاووس
عاد مجموعة من الشباب الذين تم تحريرهم من مخيمات الاحتجاز في “لاووس” إلى المغرب صباح اليوم السبت 01 يونيو 2024، حسبما كشفت مصادر خاصة لصحيفة “صوت المغرب”.
وأضافت المصادر أنه تم الافراج على هؤلاء الشباب بعد دفع فدية للعصابات الإجرامية في لاووس تتراوح ما بين 8 و10 ملايين سنتيم، وبتدخل ومساعدة المنظمات الدولية.
وإلى جانب ذلك، لا زال 3 شباب آخرين، تم الافراج عنهم من مخيمات التعذيب في ميانمار، يتواجدون حاليا بالعاصمة التايلاندية بانكوك لتلقي العلاج في انتظار تسوية الإجراءات القنصلية قبل عودتهم إلى المغرب في الأيام المقبلة.
وتتوزع مخيمات التعذيب والاحتجاز جنوب شرق آسيا بين حدود عدد من الدول من أبرزها لاووس، كمبوديا وميانمار.
ومن بين هؤلاء الشباب الثلاثة المفرج عنهم في بانكوك، يوجد الشاب يوسف الذي دفعت عائلته فدية مالية قدرها 8 ملايين سنتيم نظير الإفراج عنه، حسبما أفادت مصادر لصحيفة “صوت المغرب”، والتي أكدت أن أطراف تابعة للعصابات الإجرامية بمخيمات ميانمار تكلفت بتحويل المبلغ إلى عملات رقمية.
وكان الشاب يوسف أول من أطلق صرخة استغاثة بمخيمات التعذيب بميانمار من أجل إنقاذ حياته وحياة العشرات من الشباب المغاربة والأجانب.
ونشر يوسف يوم 24 أبريل 2024، رسالة استغاثة لإنقاذ العشرات من المواطنين المغاربة المحتجزين في منطقة مجهولة، عن طريق حساب يحمل اسم “Satochi Nakaisho” على انستغرام.
ستنتشر الرسالة بشكل واسع في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي. قال فيها صاحب الحساب إنه “يعيش أسوأ أيام حياته مختطفا من طرف عصابة صينية، تطالبه بفدية كبيرة إن هو أراد الحرية”.
هذا الحساب الذي يضم حوالي 15 ألف متابع، يعود لشاب مغربي يدعى يوسف، 27 سنة، تم استدراجه من تركيا إلى تايلاند لنفس الغرض.
وتحكي أخته زهرة في حديث لمجلة “لسان المغرب”، أنه سافر إلى تركيا في رحلة استجمام منذ بداية السنة، ومكث فيها بضعة أيام، والتقى فيها مواطنا مغربيا يُدعى “الحاج”. هذا الأخير سهّل له زيارة دولة النمسا بطريقة تصفها زهرة بالمريبة، خاصة أنه لم يكن يتوفر على تأشيرة شنغن.
تقول محدثتنا إن “الحاج” نجح في إغراء شقيقها بالفردوس التايلاندي بعد تمكينه من السفر سابقا إلى النمسا. سيقرّر ابن مدينة أزيلال تغيير بوصلته نحو آسيا في منتصف شهر أبريل الماضي، وسيتوجه من اسطنبول إلى ماليزيا للحصول على الفيزا، وسيصل إلى بانكوك يوم 18 أبريل 2024.
وسيجد يوسف موظفا من المطار في انتظاره، وسيخرج من بوابة الشخصيات المهمة جدا (VIP) للقاء السائق، وسيمر هو الآخر بنفس المسار، من سيارة لأخرى، حتى وصل إلى “وادي جهنم”.
سيعلم يوسف فيما بعد أن “الحاج” قام ببيعه للعصابة مقابل مبلغ كبير، وخيّره مختطفوه بين العمل أو دفع “الفدية” أو استقطاب مغاربة آخرين لإطلاق سراحه، دون أية ضمانات منهم.
كانت زهرة من القلائل الذين وافقوا على التحدث بوجه مكشوف أمام الإعلام، فبقية الأسر تخاف انتقام العصابات من أبنائها، “الشجاعة التي أبان عنها أخي لفضح العصابة، جعلتني أتحدث إليكم الآن دون خوف، وبفضله أدركت أننا لسنا الضحايا الوحيدين” تؤكد محدثتنا.
وتعرّض يوسف لتعذيب شديد بعد نشره لـ”ستوري”، سابق على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو الآن يعاني من آثار جروح غائرة على مستوى الأذن والوجه، ومن كسر وانتفاخ في رجليه، كما تعرضت ذراعه للإصابة ولا يستطيع تحريكها إلى الآن.
وفي السياق، انتقدت عائلات المغاربة المحتجزين في مخيمات التعذيب بدول جنوب شرق آسيا، وزارة الخارجية ومصالحها القنصلية، لغياب أي جهود لها لتحرير أبنائها.
وقالت العائلات في مراسلة يوم الأربعاء 29 ماي 2024، إنها وجهت شكاياتها إلى وزارة الخارجية وقدمت كل الإفادات لسفارة المملكة المغربية بمملكة التايلاند، بخصوص اختطاف أبنائها فوق التراب التايلاندي، كما نظمت وقفتين احتجاجيتين؛ الأولى أمام ملحقة وزارة الشؤون الخارجية، والثانية أمام سفارة الصين، ووجه الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان المكون من 20 جمعية حقوقية رسالة مفتوحة إلى السلطات المغربية يناشد فيها التدخل لفك احتجاز مواطنين مغاربة محتجزبن بميانمار.
العائلات تقول في مراسلتها لبوريطة، إنها تبذل مجهودات فردية وجماعية وتتعاون مع منظمات إنسانية دولية عاملة بالتايلاند وميانمار في مجال مكافحة الاتجار بالبشر وقد أسفرت جهودها عن تحرير سبعة مواطنين ضمنهم مواطنة، بعضهم أدى فدية وبعضهم لدواعي إنسانية.
هذا في غياب مطلق لأية مساعدة أو تدخل من طرف سفارة المملكة المغربية بالتايلاند أو مصلحة الشؤون القنصلية بها سواء في تحرير الضحايا أو بعد تحريرهم.
وتقول العائلات لوزير الخارجية إنها تشعر بالغبن والتخلي عنها وعن أبنائها في هذه المحنة الإنسانية التي لا تشرف صورة المغرب، منتقدة غياب هذه القضية عن أجندة لقائه مع نظيره الصيني في بيكين، هذا في الوقت الذي تتطلع فيه العائلات إلى تدخل فوري وفعال لفك احتجاز أبنائها وعودتهم لأرض الوطن سالمين بعدما تجاوز احتجاز بعضهم سبعة أشهر.
لقراءة التحقيق الكامل حول احتجاز وتعذيب العشرات من المواطنين المغاربة والأجانب بمخيمات التعذيب بميانمار، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط.