عودة ترامب.. خبير: الولايات المتحدة قد تتوجه نحو السلم على حساب النزعة العسكرية
قال خالد الشيات المحلل السياسي، عن تأثير عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على السياسات الخارجية للولايات المتحدة إن هذه الأخيرة تتميز بكونها طويلة الأمد، مشيرا إلى أنه رغم ذلك “توجد توجهات تكون متزامنة رؤساء دول محددين”.
وأوضح الشيات، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه خلال الولايتين السابقتين لدونالد ترامب على سبيل المثال: “تميزت تلك المرحلة بنزعة نحو السلمية والعمل على تلطيف الأجواء من الناحية العسكرية، وعدم وصولها إلى مستوى من النزاعات القوية كما حدث في غزة اليوم وأوكرانيا”.
وشدد على أنه عموماً تعتمد الولايات المتحدة على سياسة خارجية طويلة الأمد، “مبنية على أسس واضحة في ما يتعلق بتصنيف الدول علاقاتها بالولايات المتحدة وأهميتها سواء تعلق الأمر بالديمقراطيين أو الجمهوريين بما في ذلك مسألة الشرق الأوسط وقضية فلسطين”.
وأشار إلى أنه من المرتقب أن تكون للسياسات الأمريكية علاقات وطيدة وكبيرة جداً مع “اليمين المتدين والأكثر تطرفاً في إسرائيل”، حيث ستكون سياساته موجهة نحو هذا اليمين داخل القدس واللاجئين وغيرها على حساب النزعة العسكرية لإسرائيل في المنطقة خاصة تجاه لبنان، “لذلك أعتقد أنا ما سيقع قريبا هو وقف الحرب في لبنان بداية ثم وقف النزاع في غزة بالأشكال التي ستؤدي إليها النتائج العسكرية الميدانية الإسرائيلية في غزة”.
ويرى أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول في وجدة، أن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية من شأنه أن “يؤدي إلى محاولة مجموعة من الدول التكيف مع هذا التحول على المستوى القيمي”، مشيراً إلى أن السياسة “تبقى دائمًا هي فن إمكانية الاستفادة من المزايا والمصالح عن طريق تقديم ما يتناسب في مقابلها من الناحية السياسية الاستراتيجية والواقعية”.
وشدد على أن الدول تترقب اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون أكثر حضورا على المستوى التجاري الدولي والاقتصادي، “وأن يكون هناك اقتصاد ناشئ خاصة بعد الأزمة العالمية في أعقاب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)؛ حيث أنه تم تحجيم قوة وتصورات ترامب في مرحلة من المراحل السابقة عندما كان رئيسا بسبب هذه الأزمة”، موضحاً أنه في عالم أكثر استقرارا من الناحية الصحية، وأكثر توجها نحو الانفتاح والتنافس الاقتصادي “قد تكون سياسات ترامب الخارجية، اقتصاديا، أكثر قوة وتأثيرا في العلاقات الدولية خاصة أن هناك مجال استفادته من تصاعد اليمين في مجموعة من مناطق العالم خاصة في أوروبا”.
ويلفت المتحدث ذاته إلى “أنه يمكن أن يجد حلولاً كثيرة مع الدول الأوروبية أساسا وأيضا مع روسيا، ما قد يعني إعادة تحيين العلاقة الاستراتيجية بين الصين وروسيا، ومحاولة بناء عالم آخر يقوم على تخاطبات اقتصادية بدلاً من النزاعات المسلحة والعسكرية”، وهو ما تتطلع إليه العديد من الدول.