story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

عندما تتحول النظرية إلى صراع عالمي.. نافارو عرّاب حرب ترامب التجارية ضد الصين

ص ص

سلط الخبير الاقتصادي، ياسين اعليا، الضوء على مستشار ترامب وعرابه الأكاديمي بيتر نافارو، الذي ألهمت كتاباته وأفكاره الرئيس الأمريكي للإعلان عن رسومه الجمركية الأخيرة، والتي خلفت اضطراباً غير مسبوق في الأسواق العالمية، وتقاطباً حاداً بين العملاقين الاقتصاديين: الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وأوضح اعليا في برنامج “إيكوترند” الذي يُبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن دونالد ترامب خرج على الإجماع الاقتصادي النظري حول صوابية فكرة توسيع المشاركة في التجارة الدولية، والمساهمة بأدوار ريادية في التجارة العالمية منذ ولايته الأولى، ووجد صوابية فكرته عند الاقتصادي ومستشاره بيتر نافارو.

وأضاف اعليا أن نافارو يتبنى توجهاً حمائياً، يدعو إلى دعم التعريفات الجمركية كأداة لحماية الصناعات الأمريكية مثل الصلب والألومنيوم، وتقليل العجز التجاري مع الصين بمواجهة ما يسميه “الممارسات غير العادلة” مثل سرقة الملكية الفكرية.

في هذا السياق، أشار المتحدث إلى أن نافارو أشرف سنة 2018 على إعداد تقرير “كيف يهدد العدوان الاقتصادي الصيني التكنولوجيات والملكية الفكرية للولايات المتحدة والعالم؟”. هذا التقرير اتهم الصين بسرقة الملكية الفكرية عبر القرصنة، وتخفيض قيمة العملة الصينية، والاستثمار المشبوه في الشركات التكنولوجية الغربية بهدف نقل التكنولوجيا، وإغراق السوق العالمي.

هذا الواقع، حسب مخرجات التقرير، أدى إلى خسائر سنوية للولايات المتحدة ما بين 225 و260 مليار دولار، ورفع مستوى الخطر العسكري بفعل امتلاك الجيش الصيني تقنيات أكثر حداثة، والارتباط الكبير بالإنتاج الصيني، حيث إن 80% من المضادات الحيوية “أونتيبيوتيك” المسوقة في أمريكا سنة 2018 مصدرها هو الصين.

كما عارض نافارو العولمة واتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع كندا والمكسيك “نافتا”، داعياً إلى إعادة توطين الصناعات الأمريكية في البلد، والحفاظ على مصالح العمال الأمريكيين، وضمان الاكتفاء الذاتي في مواجهة المد الصيني داخل السوق الأمريكية.

وبناءً على أفكار كبير مستشاريه الاقتصاديين، سار ترامب منذ فترته الرئاسية الأولى نحو فرض رسوم جمركية على الصين بقيمة 360 مليار دولار بين 2018 و2020.

في المقابل، أبرز اعليا أن الفكر الاقتصادي لنافارو كان وما زال محط انتقاد كبير من العديد من العلماء وكبار الباحثين الاقتصاديين، من بينهم جوزيف ستيغليتز، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والمدير الاقتصادي السابق للبنك الدولي، والذي قدم انتقاداً صريحًا لسياسات دونالد ترامب التجارية، ولنظرية نافارو الحمائية.

آخر المنتقدين لنافارو، يضيف المتحدث، هو زميله في فريق ترامب إيلون ماسك، مالك شركة تسلا، الذي وصفه بأنه “أحمق” و”أغبى من كيس من الطوب” بسبب دعمه للرسوم الجمركية.

بالإضافة إلى هذا، أشار اعليا إلى أن العديد من الدراسات العلمية خلصت إلى التأثيرات السلبية للتعريفات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، وخاصة المستهلكين، من بين ذلك ورقة معنونة بـ”تأثير حرب التجارة لعام 2018 على الأسعار والرفاهية في الولايات المتحدة”، والتي خلصت إلى أن التعريفات الجمركية المفروضة في 2018 كلفت المستهلكين الأمريكيين 1.4 مليار دولار شهرياً بسبب ارتفاع الأسعار، مع خسائر إضافية في الكفاءة الاقتصادي.