عريضة تطالب جامعة محمد السادس بقطع علاقاها مع إسرائيل والإدارة تتحفظ
في الوقت الذي قررت فيه العديد من الجامعات في أوروبا وأمريكا قطع علاقاتها بالجامعات الإسرائيلية، احتجاجا على مواصلة إسرائيل لحربها على قطاع غزة، لا تزال الجامعات المغربية الموقعة على اتفاقيات مع جامعات عبرية بعيدة عن اتخاذ قرارات مماثلة.
وفي السياق ذاته، يخوض الطلبة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير حملة، لحمل رئاسة الجامعة على التراجع عن اتفاقية كانت قد وقعتها مع جامعة بن غوريون الإسرائيلية، غير أن الجامعة لا تنوي التجاوب معها.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر لـصحيفة “صوت المغرب”، إن لقاء جمع أمس الخميس 20 يونيو 2024 إدارة الجامعة وممثلين عن الطلبة والباحثين الموقعين على عريضة المطالبة بقطع العلاقات مع الشركاء الإسرائيليين، إلا أن الجامعة لم تظهر استعدادها للاستجابة للمطالبة المعروضة عليها.
وتبعا لذلك، فإن الموقعين على العريضة، يستعدون لتنظيم جمع عام تشاوري اليوم الجمعة 21 يونيو 2024، لدراسة خطوات أخرى، متمسكين بمطلب ضرورة قطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، بسبب الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.
جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، كانت من أول الجامعات المغربية التي وقعت اتفاقيات تعاون مع جامعات إسرائيلية بعد توقيع المغرب للاتفاق الثلاثي، حيث وقعت في شهر غشت 2021 اتفاقية مع جامعة بن غوريون الإسرائيلية المتواجدة بمدينة النقب، وهي اتفاقية شراكة وتعاون بين الجامعتين، مخصصة للطلبة وأساتذة الجامعتين، تهم مجالات البحث العلمي والبرامج المستدامة في مجالات الزراعة والماء والطاقة والترميم البيئي.
كما أرسلت الجامعة طلبة لها لإسرائيل، قبل سنة فقط، خلال شهر يونيو 2023، وذلك للمشاركة في أشغال الدورة التكوينية حول “الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية”، وذلك في أول دورة تكوينية مخصصة لرائدات ورواد الأعمال المغاربة فقط لوكالة التنمية الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، حسب ما كان قد نقله مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط.
وحسب ما قاله رئيس جامعة بن غوريون في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عقب أحداث السابع من شهر أكتوبر الماضي، فإنه تلقى “عبارات تضامن” من مسؤولين جامعيين في المغرب، قال إنهم ينتمون لجامعات تربطها اتفاقيات مع جامعته.
كرونولوجيا التطبيع الجامعي
انخرطت الجامعات المغربية في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكانت في مقدمتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والتي وقعت اتفاق شراكتها مع جامعتي القدس العبرية وبن غوريون في شهر غشت من سنة 2021، وهي خطوات باركها وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي، والذي كان قد استقبل نظيره الإسرائيلي عيساوي فريج في شهر يوليوز 2022.
وفي شتنبر 2022 وقعت جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مذكرة تفاهم مع جامعة حيفا الإسرائيلية، تشمل التعاون في العلوم البحرية وفي ميادين الزراعة المائية المستدامة والتكنولوجيات البحرية والبحوث الإيكولوجية، تلاها بعد شهر التوقيع على اتفاقية شراكة علمية بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة بن غوريون، بهدف تطوير وتكريس التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعتين من خلال الأنشطة الأكاديمية.
وكانت الجامعة الأورومتوسطية في فاس آخر الملتحقين بالركب في مارس 2023، حيث وقعت اتفاقية مع الجامعة العبرية بالقدس بهدف التعاون في مجال التدريب والابتكار البحثي.
الأساتذة الرافضون
انتقلت مطالب وقف “التطبيع” مع إسرائيل من الشارع المغربي الذي يشهد غليانا منذ السابع من أكتوبر، إلى مواقع القرار بجامعات المملكة التي تربطها علاقات بنظيراتها في “إسرائيل”، إذ وقع نحو 600 أستاذ جامعي وموظف عريضة تطالب بوقف “تطبيع” جامعة عبد المالك السعدي مع جامعة حيفا.
ورفع الأساتذة الجامعيون عريضتهم التي تضم 600 توقيعا، إلى رئاسة الجامعة إياها يوم الخميس 30 ماي ، وجاء في العريضة التي اطلعت “صوت المغرب” على نسخة منها أن الموقعين على الوثيقة يطالبون بـ”إلغاء الاتفاقية الموقعة مع جامعة حيفا، ووقف كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال ومع كافة المؤسسات الجامعية التابعة له”.
وقال الموقعون إن هذه المبادرة التي أقدموا عليها “تأتي كخطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة التي يتعرض لها منذ أكثر من 8 أشهر والتي صدمت بفظاعتها كل الضمائر الحية في العالم واستدعت استصدار قرارات قضائية وسياسية ضد الكيان الصهيوني”.
وتابعوا أن “جرائم قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد وممنهج كل مؤسسات التعليم العالي بغزة والتي استشهد فيها رؤساء جامعات وعمداء وأساتذة جامعيون وطلبة”.
وإلى جانب هذه العريضة التي وقعها نحو 600 إطار أكاديمي وإداري وتقني منتمين إلى جامعة عبد المالك السعدي، خاض أساتذة كل من كلية العلوم بنفس الجامعة والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان وثلة من الموظفين والطلبة وقفة احتجاجية.
عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ونددوا فيها باستمرار مذكرة التفاهم التي وقعت عليها رئاسة جامعة عبد المالك السعدي مع إحدى جامعات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بوقف الاتفاقية وكافة أشكال التطبيع العلمي والأكاديمي مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية.