طوفان الأقصى يكبد إسرائيل ملايين الدولارات
باتت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ترخي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي والتوازنات الإقليمية والدولية، متسببة في توقف توريد الغاز الإسرائيلي في حقل تمار، وهو ما ينذر بتكبد قطاع الطاقة في إسرائيل لخسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات وتنذر بخسائر أكبر كلما طال زمن الحرب.
تقرير صدر عن مركز “بروجيل” الأوروبي، ومقره بروكسيل ببلجيكا تحتَ عنوان: “الحرب بين حماس وإسرائيل: تداعياتها على أسواق الغاز”، تضمن إشارات قوية حول تداعيات الحرب على أسواق الغاز في إسرائيل ودول المنطقة خاصة مصر والأردن.
طوفان الأقصى .. ضربة للاقتصاد الإسرائيلي
أكد التقرير على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تؤثر على إمدادات الغاز، وذلك بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في 7 من أكتوبر الجاري.
عملية حماس، أظهرت أول آثارها على سوق الطاقة الإسرائيلي في يومها الثالث، حيث وجهت وزارة الطاقة الإسرائيلية في العاشر من شهر أكتوبر الجاري أمرا إلى شركة “أوف شور” التي تلبي احتياجات السوق المحلية بشكل رئيسي لوقف الإنتاج مؤقتًا، وأوعزت للشركة بوقف تدفق الغاز مؤقتًا عبر أهم خط أنابيب يربط إسرائيل بمصر، وهو خط أنابيب شرق البحر الأبيض المتوسط، والذي يربط بين مدينة تل أبيب على بعد 13 كيلومترًا شمال قطاع غزة ومدينة العريش شمال سيناء المصرية.
وأشار التقرير إلى أن “وزارة الطاقة الإسرائيلية، طالبت مزودي الكهرباء في إسرائيل بالبحث عن مصادر وقود بديلة لتلبية احتياجاتهم” بعد بداية العمليات العسكرية الأخيرة.
“إغلاق حقلي تمار و ليفياثان سيقلل من إمدادات الغاز الإسرائيلية بشكل كبير”
توقف صادرات الغاز الإسرائيلي سيؤثر على التوازن الوطني والإقليمي والدولي، حيث يشير التقرير إلى أن إغلاق حقل “تمار” للغاز وتوقف خط أنابيب شرق البحر المتوسط، سيقلل من إمدادات إسرائيل ليس فقط بشكل مؤقت بل بشكل ممتد، وسيؤثر أيضًا على صادرات الغاز في مصر.
ونتيجة لذلك، سيؤثر هذا التعثر الإسرائيلي في الإنتاج على قدرة مصر على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الغاز المحلي، كما أنه سيمس صادرات الغاز الطبيعي المسال الموجه إلى تركيا وعدد من الدول في الإتحاد الأوروبي، والتي انخفضت بشكل كبير هذا العام مقارنة بسنة 2022.
وعكس التقرير حالة قلق من تصاعد الحرب بالمنطقة، حيث يمكن أن تتوسع الأحداث الأخيرة وتتسبب في الإضرار بالمشاريع الإسرائيلية خصوصا في مصر والأردن ولبنان، مبرزا أن هذا السيناريو سيجعل التعاون الطاقي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر صعوبة.
وأوضح التقرير أن الحرب ستضع قيودًا على إمكانيات التصدير في شرق البحر الأبيض المتوسط خاصة بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا، وهي دول تعتمد على اسرائيل في استراتيجيتها لمقاطعة الغاز الروسي.
وأجمل التقرير، أنه في حالة تصاعد النزاع ستتوجه الأنظار إلى إمكانية مشاركة إيران، ما قد يكون له تأثيرات أكبر على تدفقات الغاز الدولية، وذلك بتزايد مخاطر الأمن على سفن الغاز الطبيعي المسال التي تمر يوميًا من خلال مضيق هرمز.