طوفان الأقصى بالمغرب..بين حياد الدولة وتأييد الشارع
لازال الموقف الرسمي للمغرب يلتزم مسافة الحياد، بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، بخصوص عملية “طوفان الأقصى”.
ومنذ أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس العملية في 07 أكتوبر الجاري، ما فتئت المملكة تدعو في كل مناسبة إلى “ضرورة بذل جهد مشترك لوقف الحرب وحماية المدنيين”.
منطق السلام
ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، دعا إلى “بذل جهد مشترك لوقف الحرب وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية ومنع تهجير الفلسطينيين”.
وأكد، في مكالمة هاتفية مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، “ضرورة وجود مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية والقانون الدولي لإحلال السلام والأمن والاستقرار”.
وفي كلمة ألقاها خلال ترؤسه أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في 11 أكتوبر 2023، شدد بوريطة أن الملك محمد السادس، “ما فتئ يدعو للخروج من منطق الصراع والعنف، إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة”.
الأحزاب تدين
وبالموازاة مع الموقف الرسمي للمملكة المغربية، على مستوى وزارة الخارجية، بخصوص التطورات الأخيرة في قطاع غزة، خرجت بعض الأحزاب المغربية عن خط الحياد وانحازت للمواقف التاريخية للمغرب، التي كانت دائما مدافعة عن الفلسطينيين وعن حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأدان حزب العدالة والتنمية ما أسماه بــ “عملية تصفية جديدة للشعب الفلسطيني في غزة” منبها إلى ” تواطؤ غربي علني مسنود بحرب إعلامية غربية قذرة تصنع وتنشر الأكاذيب لتبرير انحيازها المفضوح وللدفاع عن هذه الجرائم ضد الإنسانية”.
ودعت الأمانة العامة لحزب المصباح، في بلاغ لها في هذا الصدد، الأمم المتحدة وأحرار العالم إلى تحمل مسؤوليتهم إزاء ما يقع من “إبادة جماعية” للشعب الفلسطيني ومن “جرائم صهيونية” غير مسبوقة.
بدوره وصف حزب الاستقلال، في افتتاحية نشرت على جريدة العلم (لسان الحزب)، القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب بالضيف الثقيل، منتقدا اتخاده العاصمة الرباط كمنصة عسكرية لإصدار بلاغات ذات صبغة حربية، تحريضية ضد الشعب الفلسطيني.
وأضافت الافتتاحية أن “هذا الضيف الثقيل جدا شاء أو أبى، فإن الشعب المغربي مؤيد ومناصر للشعب الفلسطيني ومتضامن معه، بغض النظر عن الوضع الفلسطيني الداخلي، وبغض النظر من الموقف من الفصائل الفلسطينية وما تقوم به من أعمال”.
من جانبه طالب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، العالم بإيقاف “الحرب القذرة” و”العدوان الصهيوني على فلسطين”، وذلك في كلمة له على هامش الوقفة التضامنية الرمزية مع الشعب الفلسطيني من أمام مقر سفارة دولة فلسطين بالرباط.
واعتبر بن عبد الله أن هذا الهجوم “الهمجي” لا يمت بصلة “للإنسانية وللقوانين الدولية ولحقوق الإنسان” وأنه “لاعلاقة له بالدفاع عن النفس كما تقول إسرائيل، بقدر ما هو محاولة لإبادة وتهجير شعب فلسطين”.
تأييد شعبي
وفي خضم ردود الأفعال الرسمية والحزبية، حج يوم أمس الأحد 15 أكتوبر 2023، عشرات الآلاف من المغاربة إلى العاصمة الرباط للمشاركة في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، رفعوا خلالها شعارات مطالبة بقطع سياسة “التطبيع” مع الاحتلال الصهيوني.
كما عبر المجتجون عن تضامنهم مع مع سكان قطاع غزة وعموم الفلسطينيين، ضد القصف الإسرائيلي المتواصل على سكان القطاع ضمن عملية “السيوف الحديدية” التي أطلقتها إسرائيل ردا على “طوفان الأقصى” الذي اجتاح غلاف غزة يوم 07 أكتوبر الجاري.
ورفع المشاركون الذي قدموا من مختلف مدن وأقاليم المملكة شعارات، “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، “بالروح بالدم.. نفديك يا فلسطين”، “لا شرعية للمحتل والانسحاب هو الحل”، “الطوفان الطوفان.. للمطبع ولي خان”، “يا حكام الهزيمة.. اعطيو للشعب الكلمة”، و”غزة غزة.. رمز العِزة”، وغيرها من الشعارات الأخرى التي صدحت بها حناجر المغاربة، تضامنا مع الفلسطينيين في حربهم ضد إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، ردد المشاركون شعارات تطالب بطرد رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل استباحة دم الفلسطينيين على مر السنين، بل وأصبح يستبد بها الجرم حد التوعد بمحو غزة، بعدما حولتها الىلة الحربية الإسرائيلية إلى حفرة من الجحيم، وجعلتها على حافة الانهيار.