ضيوف من داخل وخارج المغرب يؤتثون المؤتمر التاسع “للبيجيدي”

عرف المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية حضور عدد من الضيوف من داخل المغرب وخارجه، استجابة لدعوة الحزب لتأثيت فقرات مؤتمره المنهعقد على مدى يومي السبت والأحد بمدينة بوزنيقة.

وحضرت وفود ممثلة لأحزاب وطنية من قبيل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبدالله، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية محمد أوزين والقيادي بالحزب امحند العنصر، ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب علال العمروي، والقيادي السابق بحزب الاستقلال مولاي امحمد الخليفة وأحمد اخشيشن عن حزب الأصالة والمعاصرة والمحامي والحقوقي خالد السفياني والممثلة فاطمة وشاي، والقياديين بحزب العدالة والتنمية لحسن الداودي ومحمد يتيم وغيرهم.

وعلى المستوى الخارجي حضر الوفد الموريتاني يتقدمهم الداعية محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، والاستاذ الجامعي والباحث الفلسطيني سعيد خالد الحسن، ووفود عن تونس وليبيا وتركيا والسنغال.

وكان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إدريس الأزمي الإدريسي قد أكد في تصريح لموقع الحزب، أن مؤتمر “البيجيدي” سيعرف حضور ضيوف من تونس، موريتانيا، السنغال، وتركيا، في حين تعذر حضور وفود كل من فلسطين، الأردن، وليبيا، وذلك حسبما أكده .

وكان من المتوقع أن يحضر أشغال هذه المؤتمر وفد عن حركة المقاومة الإسلامية -حماس- يمثله الناطق الرسمي باسمها فوزي برهوم، وشخصية أخرى لم يتم الكشف عن هويتها، قبل أن يتعذر عليهما الحضور.

وبالرغم من عدم حضور حماس بشكل فعلي، أكدت مصادر، أن الحركة ستشارك من خلال كلمة عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي.

وأثار الحديث حول استضافة حزب العدالة والتنمية وفد حماس في مؤتمرها الوطني، انتقادات ومطالبات بـ “عدم الترخيص لتنظيم المؤتمر، واتخاذ تدابير كفيلة بحماية السيادة الوطنية من أي اختراق محتمل”، وهو ما أثار استنكاراً واسعاً بين المتضامنين مع القضية والمقاومة الفلسطينيتين.

ووصف عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هذه المطالبات بـ”قلة حياء كبيرة”، وشدد في الاجتماع العادي للأمانة العامة للحزب، أن حضور حماس إلى مؤتمر الحزب “شرف كبير”، مشيراً إلى أن “المغاربة يساندونها ويدعمونها”.

ودعا ابن كيران إلى فتح تحقيق مع المطالبين بمنع حماس، لافتاً إلى أن الملك محمد السادس قال إن “القضية الفلسطينية هي على مستوى القضية الوطنية نفسه”.

وأفاد بأن حركة حماس قلبت معادلة القضية الفلسطينية بنضالها واستشهاد قيادييها وأعضائها وعشرات الآلاف من ساكنة غزة، منبهاً إلى أن الأمة “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، التي سُميت فلسطينية لبعدها الجغرافي فقط، وإلا فهي قضية جامعة لكل الأمة العربية والإسلامية”.

ويأتي مؤتمر “المصباح” في مرحلة دقيقة من تاريخ الحزب، خاصة بعد الأحداث الصعبة التي عاشها منذ فترة البلوكاج السياسي الشهير الذي أعقب انتخابات 07 أكتوبر 2016، التي حقق فيها نتائج غير مسبوقة في التاريخ السياسي للمغرب، وما تلاها من أزمات انتهت بسقوط مدوي للحزب في انتخابات 2021، بعدما كان يعتلي قمة المشهد السياسي بـ 140 مقعدا برلمانيا (نواب ومستشارون) وترؤسه لقرابة 200 جماعة بعد الانتخابات الجماعية لسنة 2015.

ويأمل مؤتمرو الحزب وعموم الأعضاء والمتعاطفون، في طي صفحة المرحلة السابقة بنجاحاتها وإخفاقاتها، وفتح صفحة جديدة تعيد للمصباح وهجه الذي اكتسبه قبل 14 سنة، في سياق ثورات الربيع العربي التي صعدت به إلى تصدر المشهد السياسي وقيادة أول تجربة حكومية بعد دستور 2011.

وفي هذا الجانب، نجح ابن كيران وباقي أعضاء القيادة الحالية، وعلى مدى أربع سنوات الأخيرة، في إعادة الروح إلى الحزب الذي تسلّموه جثة هامدة، بعد انتخابات خريف سنة 2021، إذ استطاع ابن كيران استثمار المعارك السياسية والمجتمعية التي خاضها ضد خصومه السياسيين لفائدة الحزب، محققا نقاطا مهمة أسهمت في عودة الحزب بقوة. ومن أمثلة ذلك موقف الحزب وبلاغاته من علاقات التطبيع مع إسرائيل، ورش مدونة الأسرة، ومعارضته القوية للحكومة ورئيسها عزيز أخنوش، وغيرها.

كل هذه المحطات والمعارك التي خاصها حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينه العام الحالي عبد الإله ابن كيران جعلت منه إلى حدود الآن رقما صعبا في الساحة السياسية بالرغم من صغر حجمه الانتخابي (13 مقعدا)، غير أن تأثيره السياسي يبقى كبيرا، وأسهمه بات ترتفع يوما بعد آخر في بورصة التدافع السياسي، ويظهر ذلك من خلال الملفات التي استطاع حسمها لصالحه أو على الأقل أن يجعلها قضية رأي عام وطني.