story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

ضيوف “من الرباط” يدعون لموازنة الشغف الكروي بتنمية القطاعات الحيوية

ص ص

ناقشت حلقة جديدة من برنامج “من الرباط”، الذي تبثه منصات صحيفة “صوت المغرب”، رهانات استضافة المغرب بطولة كأس أمم إفريقيا لسنة 2025، وأجمع المتدخلون على ضرورة موازنة الشغف الرياضي برؤية تنموية شاملة تمس القطاعات الحيوية كالتعليم والبنية التحتية الأساسية.

وفي هذا السياق، اعتبر رضا بوكمازي، المحامي والنائب البرلماني السابق، أن المغرب لا يزال يفتقد إلى “سياسة عمومية رياضية” حقيقية ومتكاملة، مستدلا على ذلك بطريقة تدبير القطاع حكوميا، مشيرا إلى أن “حشر” الرياضة ضمن وصاية وزارة التربية الوطنية يعكس غياب رؤية مستقلة لهذا القطاع الحيوي.

وسلط بوكمازي الضوء على مفارقة في تدبير الموارد وسلطة القرار، مؤكدا أن النجاحات المحققة في المجال الرياضي تثير تساؤلات حول ترتيب الأولويات الوطنية. وصرح قائلاً: “استطعنا بناء ملعب في ظرف 14 شهرا، في حين لم نستطع بناء ثانوية على مدى 12 سنة”.

وأضاف أن الإمكانيات المالية وسلطة القرار التي تُسخر للرياضة لو وُجهت لمجالات أخرى، لحققت نجاحات مماثلة، داعيا إلى عدم تجاهل “الأنشطة الأساسية” للمجتمع، معتبراً أن كرة القدم تظل “نشاطاً موازياً” رغم قيمتها.

من جانب آخر، أقر المتحدث بأن الرياضة لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت فاعلا أساسيا مؤثرا في صنع القرار العمومي، أداة قوية للتأثير في الرأي العام، وهو ما يتطلب توازنا بين الاستثمار الرياضي والالتزامات الاجتماعية والتنموية الأخرى.

من جانبه، قدم حمزة أنفاسي، مدير أخبار صحيفة” M Daily”، قراءة مغايرة معتبرا أن كرة القدم، رغم قدرتها على صناعة الفرح كما حدث في مونديال قطر، إلا أنها تفتقد للعمق الكافي لخلق رؤية مجتمعية مشتركة دائمة، إذ سرعان ما تتلاشى تلك اللحظات إذا لم تُستثمر في مسار تنموي مستدام يقلص الفجوة بين الإمكانيات والحاجيات.

وصف المتحدث نفسه، استضافة “كان 2025” بأنه “شرف للمغاربة” وتمرين حقيقي يمهد الطريق لتنظيم تظاهرات عالمية كبرى مستقبلا.

أكد أنفاسي أن الكرة عززت الجذب السياحي للمملكة بصفتها قوة ناعمة على غرار ما حدث في مونديا قطر، وقد تشكل جسرا لـ”المصالحة مع العمق الإفريقي” في بطولة كأس أمم إفريقيا موضحا أن المغرب بات يُنظر إليه كقدوة تحتذى في القارة، وكمنافس يقدم بديل “رابح – رابح” في العلاقات الإفريقية بعيدا عن الشركاء التقليديين من دول الشمال.

وفي قراءة سوسيولوجية، أكد الصحفي والكاتب عبد الله ترابي أن “المخيال الشعبي الجماعي” يُبنى بالانتصارات والانكسارات على حد سواء، معتبرا أن كرة القدم باتت تشكل، إلى جانب قضية الصحراء المغربية، الركيزة الأساسية للشعور بالانتماء والفخر الجماعي، خاصة في ظل ما وصفه بـ “موت المؤسسات السياسية” في ممارسة دورها في خلق هذه اللحمة.

وحذر ترابي من الانزلاق وراء خطابين، الخطاب السياسي الذي يحاول تحويل انتصارات الكرة إلى إنجازات سياسية تهدف لإلهاء الناس عن مشاكلهم، ويصف كل منتقد بـ “العدمية”، في المقابل الخطاب السلبي العدمي الذي يروج لفكرة أن الكرة “أفيون الشعوب”.

ودعا ترابي إلى تبني موقف متوازن؛ يؤيد تنظيم البطولة وتطوير البنية التحتية، لكن دون جعل الرياضة خطابا سياسيا يُنسي المغاربة “مآسيهم وتحدياتهم الواقعية”.